السكري من النوع الأول بين التحديات والعلاجات

ولعلّ النوع الأكثر شيوعاً لمرض السكّري هو الثاني، الذي يختلف عن الأول من حيث أسباب حدوثه وطرق علاجه، حيث يقول د. الدهش أن هذا النوع يحدث نتيجة لمقاومة الجسم لتأثير الأنسولين، ويُصاحبه انخفاض تدريجي في إفراز هذه المادة، كما يرتبط غالبًا بنمط الحياة والعوامل الوراثية. ويمكن إدارته من خلال دمج العادات الصحية في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي المتزن والتمارين، بالإضافة إلى تناول الأدوية الفموية، مع احتمال اللجوء إلى الأنسولين في مراحل لاحقة. أمّا النوع الأوّل، فهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث على مراحل نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا “بيتا” المسؤولة عن تصنيع الأنسولين في البنكرياس، ما يؤدي الى توقف إنتاجه، وتتطلب إدارته العلاج بالإنسولين مدى الحياة، بالإضافة إلى المراقبة الدقيقة لمستوى السكر.
ويتابع حديثه متطرقاً الى المضاعفات الصحية طويلة المدى التي قد تصاحب مرض السكري من النوع الأوّل في حالات سوء العلاج والإدارة، وتشمل أمراض القلب والشرايين وتلف الكلى ومشاكل العين وتلف الأعصاب الطرفية ومشاكل القدم السكري. وفي هذا السياق، يوصي الأطباء بمجموعة من الخطوات والأنشطة التي تحدّ من هذه المخاطر، مثل المتابعة الدورية مع فريق الرعاية الصحية وضبط مستويات السكر وتبني نمط حياة صحي.
وتعدّ الأجسام المضادة الذاتية إحدى أهم المواد المستخدمة في الفحوصات للكشف المبكر عن المرض، فهي بروتينات يفرزها الجهاز المناعي وتهاجم خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ. وفي حالة السكري من النوع الأول، تستهدف هذه الأجسام خلايا “بيتا” المنتجة للإنسولين في البنكرياس وتشير الى بدء أو احتمال تطور المرض في حال وجودها في الدم.
وفي ظلّ ما يشهده القطاع الصحي اليوم من تطوّر ملحوظ في العلاجات والتقنيات، أصبح مرض السكري من النوع الأول حالة يسهل التعايش معها وضبطها، من خلال سبل التشخيص الملائمة المتاحة وإجراءات الإدارة المناسبة التي يمكن للمريض اتباعها للتقليل من العوارض والحدّ من المضاعفات التي قد تترتب على المدى الطويل.
السكري من النوع الأول بين التحديات والعلاجات المصدر: