اخر الاخبار

أصيب وهو يبحث عن الطعام… الطفل عبد الرحمن يموت متأثرا بجراحه في خان يونس


في مستشفى ناصر بخان يونس، كان يرقد عبد الرحمن، بعد أن أصيب إصابة بالغة بشظايا قذيفة في بطنه وظهره. زاره جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف في المستشفى فأصر الصبي اليافع أن يروي قصته للمسؤول الأممي كي ينقلها للعالم نيابة عنه.

رغم الألم الذي كان ينهش جسده، حاول عبد الرحمن جاهدا أن يجلس، مُستندا على السيد إلدر وقريب يسنده من الخلف. ثم روي لنا جيمس إلدر قصة عبد الرحمن بالقول: “هذا هو عبد الرحمن صبي شجاع جدا يجلس على سريره. أصر أن يجلس لنصوره هكذا. يريد أن تروى قصته. فوالده عبد الرحمن أعطاه نقودا ليشتري بعض الخبز. وبينما هو ذاهب رأى الناس يتحركون نحو توزيع للمساعدات تقوم به مؤسسة غزة الإنسانية، فظنها فرصة ليجلب لأسرته شيئا إلى جانب الخبز. ذهب عبد الرحمن وكانت الطوابير طويلة والمكان ضيق وفجأة جرى إطلاق نار”.

يتشبث عبد الرحمن – الذي تغطي الضمادات جسده النحيل من كل جانب – بذراع المسؤول الأممي محاولا الجلوس كي يروي قصته بينما يسنده أحده أقربائه من ظهره. أخيرا تمكن من الجلوس ليحكي ليواصل رواية حكايته بنفسه: “فجأة سقط العمود الذي كان بجانبي من جراء قذيفة فتطايرت الشظايا وأصابت بطني وظهري. شقوا سبع طبقات من بطني ثم خاطوها ولا تزال هناك شظايا عجزوا عن إخراجها. أشعر بألم شديد. ظللت أطلب المسكنات منذ الساعة السادسة صباحا، ولكن لا يوجد مسكن أبدا”.

اقراء ايضا  قرارات إدارية بحق 8 أشخاص لنقلهم 21 مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج

اخترقت الشظايا جسد عبد الرحمن ووصلت إلى بنكرياسه وطحاله. يتساءل جيمس إلدر: “هذا صبي صغير رأي ما يفترض أنه نقطة توزيع مساعدات فذهب ليجلب طعاما لأسرته التي تتضور جوعا فعاد عبد الرحمن كما ترونه أمامكم”.

نشرت منظمة اليونيسف فيديو السيد إلدر مع الطفل عبد الرحمن في السادس من حزيران/يونيو الجاري، وقد وجد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. ثم بعد يوم أعاد إلدر نشر الفيديو مرة أخرى وأرفقه بتعليق قال فيه: “عندما يتوقف قتل وتشويه الأطفال عن إثارة الصدمة فينا، فإننا لا نشهد مأساة فحسب، بل نصبح متواطئين فيها”.

لم تمض سوى أيام قليلة على نشر الفيديو حتى تم الإعلان عن وفاة الصبي عبد الرحمن مستسلما لجراحه التي لم يقو جسده النحيل على تحملها.

أزمة تتجاوز عبد الرحمن

عبد الرحمن لم موجودا وقصته ليست الوحيدة. فالأرقام التي جمعتها اليونيسف ترسم صورة مروعة: آلاف الأطفال في غزة يعانون من سوء التغذية. في أيار/مايو 2025 وحده، تم إدخال أكثر من 5,000 طفل – تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات – إلى مراكز التغذية المدعومة من الأمم المتحدة – بزيادة 50% عن نيسان/أبريل، وأكثر من الضعف مقارنة بشباط/فبراير عندما أتاح وقف إطلاق النار وصول المساعدات.

من بين هؤلاء، يعاني 636 طفلا من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكاله وأكثرها فتكا. هؤلاء الأطفال يحتاجون لعلاج يومي، وغذاء مناسب، ومياه نظيفة، ورعاية مستمرة، وهي موارد أصبحت شبه معدومة في غزة في الوقت الحالي.

قرارات بشرية تُكلف أرواحا

“منذ بداية العام وحتى نهاية أيار/مايو، تم إدخال 16,736 طفلا – أي بمتوسط 112 طفلا يوميا – لتلقي العلاج من سوء التغذية في قطاع غزة”، وفقا للسيد إدوارد بيغبيدر، المدير الإقليمي لليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اقراء ايضا  القاهرة.. توقيع بروتوكول تعاون تعليمي سعودي مصري للطفولة المبكرة

يضيف بيغبيدر أن كل واحدة من هذه الحالات يمكن الوقاية منها، مشيرا إلى أن الأطفال “يُحرمون من الغذاء والماء والعلاجات الغذائية التي يحتاجونها بشدة. إنها قرارات بشرية تُكلف أرواحا”.


أصيب وهو يبحث عن الطعام… الطفل عبد الرحمن يموت متأثرا بجراحه في خان يونس المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام