برغم سقوط بشار الأسد… تجارة الكبتاغون في سوريا لم تنتهِ بعد

خلال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد، تعرض نظام الأسد للعقوبات والعزلة الدبلوماسية، ويُعتقد أن تجارة الكبتاغون قد جلبت مليارات الدولارات لنظام الأسد وحلفائه.
تغير موقف البلاد تجاه هذه التجارة بشكل ملحوظ بعد سقوط الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، ووصول حكومة انتقالية إلى السلطة والتي تعهدت بتعطيل سلسلة التوريد وقد أثبتت ذلك من خلال التدمير العلني لكميات كبيرة من الكبتاغون التي تم ضبطها.
ومع ذلك، فإن أحدث إصدار من التقرير العالمي للمخدرات، الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة اليوم الخميس، يحذر من أن سوريا لا تزال مركزا رئيسيا لهذا المخدر، على الرغم من الحملة الأمنية.
قبل إطلاق التقرير، تحدثت أنجيلا مي، رئيسة الشؤون الاجتماعية في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى أخبار الأمم المتحدة حول الاستخدام المستمر للكبتاغون في المنطقة.
أنجيلا مي: الكبتاغون هو منشط، مشابه للميثامفيتامين، يتم تناوله كحبوب، ولسنوات عديدة كان المخدر الرئيسي المثير للقلق في دول الخليج وأجزاء من شمال أفريقيا. وقد أُطلق عليه اسم “حبة الجهاديين” بعد الاكتشاف أن مرتكبي بعض الهجمات الإرهابية قد استخدموه. في ساحة المعركة، يساعد المخدر على الحفاظ على الطاقة، وهو أحد الأسباب التي تجعله منتشرا على نطاق واسع. لكن المستخدمين سرعان ما يصبحون معتمدين عليه، ويسبب مشاكل صحية جسدية وعقلية.
أخبار الأمم المتحدة: أشارت السلطات السورية المؤقتة إلى أنها لن تتسامح مع هذه التجارة، لكن تقريركم يظهر أن سوريا لا تزال مركزا كبيرا للكبتاغون. من الذي ينتج ويبيع؟
أنجيلا مي: هناك الكثير من عدم اليقين حول ذلك. نرى الكثير من الشحنات الكبيرة تتجه من سوريا عبر، على سبيل المثال، الأردن. ربما لا تزال هناك مخزونات من المادة يتم شحنها، لكننا نبحث في الأماكن التي قد يتحول إليها الإنتاج. ونرى أيضا أن التهريب يتوسع إقليميا، وقد اكتشفنا مختبرات في ليبيا.
أخبار الأمم المتحدة: بالنظر إلى المبالغ الكبيرة من الأموال التي تدرها المخدرات، هل لا تزال هناك جماعات في سوريا ترغب في مواصلة التجارة في الأجزاء التي تسيطر عليها من البلاد؟
أنجيلا مي: بالتأكيد، وليس فقط في سوريا، ولكن أيضا في المنطقة الأوسع. هذه الجماعات تدير الكبتاغون منذ فترة طويلة، ولن يتوقف الإنتاج في غضون أيام أو أسابيع.
نحن نساعد البلدان على معالجة المشكلة من منظور الجريمة المنظمة، لفهم الجماعات الإجرامية المتورطة، حتى تتمكن من تصميم استجابات وحلول: تظهر أبحاثنا أنه لا توجد استجابة واحدة لتفكيك هذه الجماعات.
نحن نساعد أيضا أجهزة إنفاذ القانون على التواصل مع نظرائهم في المنطقة، لأن هذه ليست مشكلة وطنية. إنها بوضوح مشكلة عابرة للحدود وتتجاوز الشرق الأوسط؛ لقد رأينا حركة الكبتاغون عبر أوروبا، على سبيل المثال.
طريقة أخرى يمكننا من خلالها الدعم هي معالجة القضايا المتعلقة بالصحة، ومشاركة العلاجات القائمة على الأدلة التي يمكن أن تساعد الناس حقا على التعافي من اعتمادهم على العقار.
أبرز النقاط من التقرير العالمي للمخدرات:
- العنف المرتبط بسوق الكوكايين ينتشر الآن إلى دول في أوروبا الغربية، بما في ذلك نتيجة لتزايد نفوذ الجماعات الإجرامية المنظمة من غرب البلقان في تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا.
- الأرباح المتولدة عن تجارة الكوكايين تشوه اقتصادات بأكملها في بعض أجزاء أمريكا اللاتينية، مما يقوض الاستثمارات الاقتصادية ورفاهية المجتمعات. في بعض البلدان، يمكن أن تصل التدفقات المالية غير المشروعة الناتجة عن تجارة الكوكايين إلى مستويات مماثلة لقيمة إجمالي الصادرات الزراعية الوطنية.
- الصراع وعدم الاستقرار يواصلان توفير أرض خصبة لإنتاج وتهريب المخدرات الاصطناعية.
- الحرب في أوكرانيا أدت إلى تعطيل طرق قائمة لتهريب الهيروين والكوكايين، لكن إنتاج وتهريب المخدرات الاصطناعية قد توسع.
- الجماعات الإجرامية تبتكر في الإخفاء الكيميائي للمخدرات، مما يعقد بشكل كبير عمليات الكشف والاعتراض.
برغم سقوط بشار الأسد… تجارة الكبتاغون في سوريا لم تنتهِ بعد المصدر: