وفي المؤتمر الصحفي اليومي، نقل دوجاريك عن شركاء الأمم المتحدة أن العديد من المستشفيات مكتظة، حيث لاحظوا ارتفاعا في عدد المرضى الذين أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
وأظهر تقييم حديث أجراه برنامج الأغذية العالمي أن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص تقريبا لم يأكل لأيام في غزة، مما يعرض المزيد من الناس لخطر المجاعة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير العمليات، زار مدينة غزة الأسبوع الماضي للتحدث مع العائلات وتقييم الوضع الإنساني. ووصف سكاو الوضع بأنه الأسوأ الذي شهده على الإطلاق، حيث يموت الناس لمجرد محاولتهم الحصول على الغذاء.
طفل يضع إناء في رأسه ليقيه من حر الشمس بينما ينتظر دوره للحصول على وجبة قليلة من العدس المطبوخ.
الوقود شريان حياة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه في مواجهة الاحتياجات الإنسانية الهائلة والمتزايدة باستمرار، فإنه يجب على السلطات الإسرائيلية فتح جميع المعابر المتاحة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة بشكل كامل، وحماية المدنيين – بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضاف أنه للشهر الرابع على التوالي، لم تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول أي وقود إلى غزة، مضيفا أنه تم تخصيص كل ما تبقى لدى الأمم المتحدة تقريبا من الوقود في غزة لجهود إنقاذ الأرواح. وأوضح أن مقدمي الخدمات، مثل المستشفيات، قاموا بترشيد الإمدادات، لكنه حذر من أن هذا لا يكفي لدعم عمليات الإنقاذ لفترة أطول.
وقال مكتب أوتشا إن نقص الوقود يعني عدم توفر سيارات إسعاف، وانقطاع الكهرباء عن المستشفيات، وانعدام المياه النظيفة للجميع، مشددا على أن الوقود يعد شريان حياة في غزة، ويجب على السلطات الإسرائيلية السماح بدخوله دون أي تأخير.
ونقل المكتب تحذير الشركاء العاملين في مجال الاتصالات من أن غزة قد تعاني من انقطاع وشيك للإنترنت بسبب نقص الوقود.
خيام النازحين وسط الدمار في قطاع غزة.
أمر نزوح جديد
في غضون ذلك، أصدرت السلطات الإسرائيلية أمس الأحد أمر نزوح آخر لأجزاء من خان يونس، للمرة الثانية خلال يومين، وفقا لما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الذي قال إنه يقدر وجود أكثر من 50,000 شخص في تلك المناطق التي شملها أمر النزوح.
وذكَّر بأنه منذ انتهاء وقف إطلاق النار في آذار/مارس، نزح أكثر من 700,000 شخص في غزة. ونزح الكثيرون أكثر من مرة، وليس لديهم مكان آمن يلجؤون إليه، مضيفا أن سكان المواصي والمناطق الساحلية الأخرى يعانون من اكتظاظ شديد.
من جانبه، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنه في ظل ندرة الغذاء وتفاقم سوء التغذية، لا تزال النساء يتحملن العبء الهائل في إيجاد الطعام لأسرهن، حيث تُعاني معظم النساء من الاكتئاب أو الكوابيس والقلق.
وقال مكتب أوتشا إن السلطات الإسرائيلية رفضت أمس الأحد ثلاث محاولات تنسيق من أصل ثماني، مما أعاق قدرة فرق الأمم المتحدة على تنفيذ عمليات حيوية. وجدد الدعوة إلى إتاحة وصول إنساني فوري ودون عوائق لإيصال المساعدات إلى سكان غزة، بما في ذلك شمالها.
غزة – الأمم المتحدة تجدد إدانتها لقتل المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء المصدر:
