اخر الاخبار

مطاعم تقدم الطعام المبيت بنكهات الثقة المفقودة

في مشهد يتكرر بصمت خلف الأبواب المغلقة، تلجأ بعض المطاعم إلى تقديم أطعمة «مبيتة» على أنها «طازجة»، مستغلة جهل المستهلك وصعوبة التحقق من حقيقة جودة الطعام، في ممارسة لا تقتصر على الغش فقط، بل تمتد إلى تهديد الصحة العامة.

حسب الاختيار

تقول عبير أحمد، إحدى المتضررات: قمت بزيارة وابنتي لأحد المطاعم الموجودة بسوق تجاري بجدة يعتمد على تقديم الوجبات حسب اختيار الزبائن من العرض الموجود، عبارة عن أصناف من الأطعمة والخضراوات والسلطات واللحوم والأسماك المطبوخة سابقًا، وبعد الاختيار يتم تسخينها وتقديمها، لكن لاحظت أن أنواع الخضار المعروضة لم تكن طازجة، وبعد سؤال العامل ادعى أنهم يقومون بعرض الأطباق يوميًا طازجة، وأحضر لها الطبق بعد الاختيار لتكتشف أن قطعة اللحمة المقدمة لها رائحة كريهة، مما دل على أنها غير صالحة للاستخدام، وعلى الفور قمت بتقديم بلاغ عن المطعم لدي الأمانة، وطالبت بأن يكون هناك رقابة صارمة على مطاعم الأسواق.

من جهته أوضح، محمد الحربي، أنه رغم أن عبارة «طازج يوميًا» أصبحت جملة تسويقية رائجة على قوائم الطعام، فإن الواقع في بعض المطاعم يخالف هذا الادعاء، حيث يتم إعداد الأطعمة بكميات كبيرة مسبقًا، وتخزينها في الثلاجات لعدة أيام، ثم يُعاد تسخينها وتقديمها للزبائن على أنها «فريش» دون الإفصاح عن تاريخ إعدادها الفعلي.

اقراء ايضا  سؤال تجريبى لموقع تى دليل

الأرز والدجاج

يقول أحد الموظفين السابقين في أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة –فضل عدم ذكر اسمه– إن «بعض الأصناف، خصوصًا الأرز والدجاج المشوي والشوربات، تُجهز بكميات كبيرة ثم تحفظ لليوم التالي أو حتى اليوم الثالث أحيانًا، لتقليل التكاليف وزيادة الربح»، هذا الغش في تقديم الطعام لا يقتصر على المطاعم الصغيرة أو الشعبية، بل يمتد لبعض المطاعم المتوسطة، وربما الراقية، التي تعتمد على شكل الطبق وطريقة التقديم لإيهام الزبون بأنه أمام وجبة طازجة تم إعدادها في نفس اللحظة.

خطر التسمم

وتحذر مختصة التغذية، عبير شريف، من مخاطر تناول الطعام المُخزّن لفترات طويلة، خاصة إذا لم يُحفظ في درجات حرارة مناسبة، إذ قد تنمو البكتيريا مثل «السالمونيلا» و«الإيشيريشيا كولاي» دون أن يظهر ذلك في المذاق أو الرائحة، ما يعرّض المستهلك لخطر التسمم الغذائي أو الأمراض المعوية.

وتؤكد أن الطعام المخزن لأكثر من 24 ساعة، وخصوصًا البروتينات كاللحوم والدواجن، قد يشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا الضارة، مؤكدة أن إعادة تسخين الطعام لا تقضي تمامًا على البكتيريا التي تكون قد أفرزت سمومًا خطيرة، كما أن التخزين الخاطئ أو انقطاع التبريد في المطعم خلال فترة الحفظ يزيد من فرص التلوث.

وتشير إلى أن بعض المطاعم تقوم بطهي كميات كبيرة من الطعام ثم تخزينه لأكثر من يومين بهدف تقليل التكاليف، وتقديمه على شكل وجبات “سريعة التحضير”، مما يعرض المستهلك لخطر التسمم الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي، كما شددت على أهمية الرقابة الدورية من الجهات المختصة، وضرورة توعية المستهلكين بعدم التهاون مع المطاعم التي تفتقد لمعايير النظافة أو تتعمد إعادة تدوير الطعام.

وأشارت إلى أن هناك علامات تدل على أن الطعام مبيت، منها طعم غير معتاد رغم التسخين، وتغير في نكهة التوابل، فضلا عن الملمس الجاف أو الرخو غير الطبيعي، وظهور رائحة غير مألوفة، داعية المستهلك إلى سؤال المطعم عن وقت إعداد الطعام، خاصة في البوفيهات المفتوحة، وعدم التردد في الامتناع عن تناول أي وجبة يُشك في جودتها، وعلى المستهلك المبادرة في التبليغ عن المطاعم المخالفة للجهات الرقابية.

اقراء ايضا  عطل تقني يضرب مطارات ألمانيا.. والشرطة تستبعد عملية «قرصنة» - أخبار السعودية

أمانة جدة

كشفت الأمانة عبر حسابها في «السوشال ميديا» أن عن عدد العينات التي تم فحصها من الغذاء 97679 عينة خلال الأشهر الماضية، إلى جانب عدد الشهادات الصحية ما بين الإصدار والتجديد، والتي بلغ عددها 24056 شهادة صحية للعاملين بكافة القطاعات.

ومن جهة أخرى تقوم الأمانة بجوالات رقابية على المطاعم، وضبط المخالفين، وتطبيق الإجراءات عليهم، وقد يصل الأمر إلى إغلاق المنشآت المخالفة.


مطاعم تقدم الطعام المبيت بنكهات الثقة المفقودة المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام