بدور القاسمي: تمكين المرأة وصناعة المعرفة

التكريم الأكاديمي ودلالاته الاقتصادية والاجتماعية
منحت جامعة ليستر البريطانية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لقب أستاذ فخري، وهو تكريم يعكس تقدير الجامعة لإسهاماتها البارزة في مجالات تمكين المرأة وتعزيز ثقافة القراءة ونشر المعرفة على المستويين المحلي والدولي.
هذا التكريم ليس مجرد اعتراف شخصي، بل هو مؤشر على الدور المتزايد الذي تلعبه النساء في قيادة التغيير الاجتماعي والاقتصادي من خلال التعليم والثقافة.
إسهامات الشيخة بدور في قطاع النشر والتعليم
أسست الشيخة بدور مجموعة كلمات، التي نشرت مئات العناوين في أكثر من 15 دولة، مما يعزز من انتشار الثقافة العربية ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة للنشر والترجمة.
كما أنشأت مؤسسة كلمات التي قدمت مبادرات لتيسير الوصول إلى الكتب في أكثر من 30 دولة، مما يسهم في تعزيز التعليم وزيادة معدلات القراءة العالمية.
إضافة إلى ذلك، كان لها دور محوري في انضمام الإمارات إلى معاهدة مراكش المعنية بالمكفوفين، مما يفتح المجال أمام شريحة جديدة من القراء ويعزز الشمولية الاجتماعية والاقتصادية.
القيادة النسائية والشمول الاقتصادي
تولت الشيخة بدور رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية وثاني امرأة في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه عام 1896. هذا الإنجاز يعكس التحولات الإيجابية نحو الشمول والمساواة بين الجنسين في قطاع النشر والتعليم العالي.
أسست مبادرة ببلش هير لدعم النساء الناشرات وتوسيع مشاركتهن القيادية، مما يسهم في تعزيز دور المرأة الاقتصادي ويدعم النمو الاقتصادي المستدام عبر تمكين نصف المجتمع.
المبادرات الثقافية وتأثيرها العالمي والمحلي
ترأست اللجنة التي قادت حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب وأسست بيت الحكمة، كمشروع يجمع بين الثقافة والابتكار والمعرفة. هذه المبادرات تعزز مكانة الشارقة كمركز ثقافي عالمي وتجذب الاستثمارات السياحية والثقافية.
تقود حاليًا مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب وتشرف على مبادرات كبرى مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومدينة الشارقة للنشر. هذه الفعاليات تساهم بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي عبر جذب الزوار والمشاركين الدوليين وتوفير فرص عمل جديدة.
التأثير الدولي والإقليمي للشيخة بدور القاسمي
دوليًا، كانت صوتًا فاعلًا في المنتديات العالمية مثل شبكة العواصم العالمية للكتاب التابعة لليونسكو وترأست المنتدى الاقتصادي العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا الدور يعزز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي على الساحة الدولية ويعكس التزام الدولة بتعزيز الحوار الثقافي والتعاون الدولي.
التوقعات المستقبلية وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي
من المتوقع أن تستمر جهود الشيخة بدور القاسمي في دفع عجلة التنمية الثقافية والاقتصادية محليًا وعالميًا. مع استمرار دعمها للمبادرات التعليمية والثقافية، يمكن أن نرى زيادة ملحوظة في معدلات القراءة والتعليم وتحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمعات المستفيدة من هذه الجهود.
في السياق الأوسع، يمكن لهذه المبادرات أن تسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتعلقة بالتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والنمو الاقتصادي المستدام. هذا التكامل بين الجهود المحلية والدولية يعزز من قدرة الإمارات على التأثير الإيجابي على المشهد العالمي ويضعها كنموذج يحتذى به للدول الأخرى الساعية لتحقيق التنمية المتوازنة والشاملة.
بدور القاسمي: تمكين المرأة وصناعة المعرفة المصدر: