اخر الاخبار

«المجهولة» يعبُر بالسينما السعودية مجدداً إلى العالمية

في مشهد سينمائي سعودي يخطو بثقة نحو منصّات العرض العالمية، تستعدّ الممثلة ميلا الزهراني للظهور مجدداً تحت أضواء مهرجان دولي بارز، وهذه المرة من خلال فيلم «المجهولة» الذي يشهد عرضه العالمي الأول في مهرجان «تورونتو السينمائي الدولي» الشهر المقبل؛ وهي تجربة لا تمثّل مجرّد محطة جديدة في مسيرتها، بل تعيد وصل الخيوط مع المخرجة السعودية العالمية هيفاء المنصور بعد تعاون سابق جمعهما في «المرشحة المثالية» عام 2019، لتكتمل دائرة الحضور السعودي في أحد أهم محافل السينما العالمية.

ويشارك «المجهولة» في المهرجان الذي يحتفي هذا العام بمرور 50 عاماً على ولادته، ضمن قسم «سنتر بيس»؛ أحد الأقسام الرئيسية التي يخصّصها للأفلام الدولية المميّزة من خارج أميركا الشمالية، التي تحمل رؤى فنّية متفرّدة وقيمة إنسانية أو ثقافية واضحة؛ فيأتي العرض العالمي الأول للفيلم الذي كتبته هيفاء المنصور بالشراكة مع براد نيمان يوم 5 سبتمبر (أيلول)، تليه 3 عروض أخرى في المهرجان.

ميلا الزهراني مع المخرجة هيفاء المنصور بعد انتهاء تصوير الفيلم (إنستغرام)

الرؤية السينمائية

تصف ميلا الزهراني خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» العمل مع هيفاء المنصور بأنه علاقة مهنية قائمة على الثقة والرؤية المشتركة، مضيفة: «هي من الأشخاص الذين أحبّ العمل معهم جداً، لاحترافها إلى درجة كبيرة. أتعلّم منها أشياء تتجاوز التمثيل، فمجرّد الحديث معها يمنحني معرفة إضافية، لأنها تمتلك اطلاعاً واسعاً على التطوّرات السينمائية حول العالم». وتشير ميلا إلى أنّ موافقتها على خوض تجربة «المجهولة» جاءت قبل قراءتها للنصّ: «اتصلت المخرجة هيفاء المنصور بي وشرحت القصة، فوافقت فوراً؛ بثقة في رؤيتها الإخراجية وتفكيرها السينمائي».

اقراء ايضا  46 برنامجًا تدريبيًا.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج "إدارة الجَمع"

وعمّا إذا كان اختيارها للمرة الثانية من هيفاء المنصور، التي اعتادت المشاركة في أهم المهرجانات، يعكس نظرة عالمية إليها بكونها ممثلة سعودية، تؤكد ميلا الزهراني أنّ الأمر يتجاوز الملامح أو الصورة، مضيفة: «صحيح أنني أسمع كثيراً أن ملامحي محلّية، لكنها تصلح للأعمال العالمية أيضاً. أعتقد أن هيفاء المنصور تهتم أكثر بالأداء والانسجام في العمل. بيننا تناغم كبير».

ميلا الزهراني بثقة وإطلالة تعكسان حضورها القوي في المشهد الفنّي (إنستغرام)

إنجاز سعودي

اختيار فيلم «المجهولة» للمشاركة في مهرجان «تورونتو» جاء متوافقاً مع توقّعات ميلا الزهراني الكبيرة حياله، إذ رأت منذ البدء أنّ القصة مختلفة وتُناسب المهرجانات العالمية. وتتابع: «عندما أخبرتني هيفاء المنصور بخبر اختيار الفيلم، بحثتُ فوراً عن القسم الذي سنشارك فيه (سنتر بيس)، فلطالما تمنّيت أن نكون في قسم رئيسي، وهو ما أعدّه إنجازاً، لأنه أول فيلم سعودي يصل إلى هذا المستوى في (تورونتو)».

وفق موقع المهرجان، تدور أحداث «المجهولة» حول جريمة غامضة تبدأ بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية في الصحراء، ثم تُكلَّف موظّفة استقبال في قسم الشرطة، اسمها «نوال» (ميلا الزهراني)، بمساندة فريق التحقيق المكوَّن من الرجال فقط، لِما تملكه من حسّ ملاحظات قد يغفل عنها الآخرون. «نوال»، الشغوفة بقصص الجرائم الحقيقية، لا تكتفي بدورها الإداري، بل تنطلق في بحثها الخاص، مُتنقلة بين المدارس الثانوية للبنات في محاولة لكشف هوية الضحية، وخلال رحلتها تأخذ منحى شخصياً أيضاً، إذ تجد نفسها مضطرة لمواجهة قضاياها الخاصة.

وعن توقّعات بطلة العمل لأصداء المُشاركة في المهرجان، تؤكد ميلا أنها متفائلة رغم أنها المرة الأولى التي تحضر فيها هذا الحدث، وتتابع: «ما أعرفه أنّ آراء النقاد في (تورونتو) مهمة جداً، والصحافة تتابع الأفلام المشاركة باهتمام. ومن خلال متابعتي السابقة، وجدتّ أن المهرجان يتميّز بصدقه السينمائي، وهذا ما يجعلني متحمّسة جداً للتجربة».

اقراء ايضا  من بنغلاديش، الأمين العام يدعو إلى تفادي أزمة إنسانية عميقة قد تطال اللاجئين الروهينجا بسبب نقص التمويل

ميلا الزهراني نجمة سينمائية سعودية في مهرجانات عالمية (إنستغرام)

فيلم مليء بالغموض

بالعودة إلى تعاونها مع هيفاء المنصور بعد «المرشحة المثالية» في تجربة مختلفة هذه المرة، تشير ميلا الزهراني إلى أنها شعرت بفارق كبير في الفهم والتواصل، بالقول: «في الفيلم السابق، لم أكن بعد قد فهمت تماماً ما تريده المخرجة، لكن في (المجهولة) أصبحنا نعمل كأن المشروع مشروعنا جميعاً، وكلّ منا حريص عليه أكثر من الآخر».

أما عن اختلاف «المجهولة» مقارنة بأدوارها السابقة، فتصفه بأنه عمل يحمل مستوى عالياً من الغموض وعنصر الصدمة للمشاهدين، وتتابع: «صُدمتُ كثيراً في النهاية، فالفيلم مثير جداً للاهتمام، والغموض فيه مشغول بعناية. أظنّ أن السؤال الذي سيطرحه الجمهور بعد المشاهدة هو: كيف نُسج هذا الغموض بهذه الجودة؟».

وعن واقع الأفلام السعودية، ترى ميلا الزهراني أنّ مشاركة «المجهولة» في «تورونتو» تؤكد حجم التطوّر الذي شهدته الصناعة خلال مدّة قصيرة، وتردف: «في 2019، كان عدد الأفلام السعودية محدوداً جداً، واليوم ثمة زيادة واضحة في الإنتاج، وأعمال تشارك سنوياً في مهرجانات عالمية». وتشير أيضاً إلى النجاح الجماهيري المحلّي، بالقول: «مبيعات التذاكر للأفلام السعودية تكسر الأرقام عربياً، إلى جانب الحرص على المشاركة في مهرجانات دولية. لقد ذهبنا بعيداً في وقت قصير، وسنستمر».


«المجهولة» يعبُر بالسينما السعودية مجدداً إلى العالمية المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام