اخر الاخبار

أكثر من 4,600 حالة عنف جنسي في النزاعات عام 2024 – وتأكيد أممي على ضرورة المحاسبة ودعم الناجين

هذا ما أكدته براميلا باتن الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات خلال حديثها في المناقشة السنوية المفتوحة لمجلس الأمن، حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، والتي عقدت هذا العام تحت عنوان: “تحديد استراتيجيات مبتكرة لضمان وصول الناجين من العنف الجنسي في مناطق النزاع إلى الخدمات المنقذة للحياة والحماية”.

استعرضت الممثلة الخاصة تقرير الأمين العام السنوي حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات والذي وثق أكثر من 4,600 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاعات في عام 2024 – بزيادة قدرها 25% عن عام 2023. 

ولا تزال النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب (92% من الحالات)، وتتراوح أعمار الضحايا بين عام واحد و75 عاما، مع ارتفاع العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة 35%. ويواجه الناجون وصمة العار، ونقص الخدمات، وقنوات إبلاغ غير آمنة، ممّا يجعل البيانات الرسمية أقل بكثير من العدد الفعلي.

وأدرج تقرير هذا العام 63 جهة يُشتبه، بشكل موثوق، بارتكابها أو تحملها المسؤولية عن أنماط من العنف الجنسي في حالات النزاع المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، مع إدراج جهات جديدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وليبيا، والأرض الفلسطينية المحتلة. وأكدت براميلا باتن أن منع هذه الآفة ومعالجتها لم يعد مجرد تطلّع، بل هو التزام يجب احترامه وتطبيقه وتنفيذه.

أكثر من 12 مليون شخص معرضون لخطر العنف الجنسي في السودان.

قصة شابة سودانية

وشاركت براميلا باتن قصة مؤلمة لشابة سودانية تعرضت للاغتصاب بواسطة قوات الدعم السريع:

اقراء ايضا  الأمير خالد بن بندر يتسلم الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري - أخبار السعودية

“في أحد الأيام، استقلت شابة، تخرجت حديثا في العلاقات الدولية، حافلة لجلب شهادتها في الخرطوم. وبنهاية ذلك اليوم، انتهت حياتها كما كانت تعرفها. بعد سحبها من الحافلة، تعرضت لاغتصاب جماعي تحت تهديد السلاح من قبل أربعة من أفراد قوات الدعم السريع، وتركها المعتدون في زقاق مظلم. في صباح اليوم التالي، عندما استعادت وعيها، استقلت أول حافلة رأتها وانتهى بها المطاف في بورتسودان. لاحقا، عندما أدركت أنها حامل، عرفت أنها لن تتمكن أبدا من العودة إلى منزلها ومواجهة عائلتها. عندما قابلتُها، قبل بضعة أشهر في بورتسودان، كانت تكافح من أجل رعاية طفلها والتعافي من الصدمة. لا توجد كلمات يمكن أن تعيد لتلك الشابة مستقبلها أو تؤمن مستقبل طفلها. ولا توجد كلمات يمكن أن تجعل تلك الرحلة اليومية بالحافلة، عبر منطقة حرب، آمنة لعدد لا يحصى من النساء والفتيات الأخريات”.

واقتبست الممثلة الخاصة مقولة لنادية مراد، الناجية من العنف الجنسي والحائزة على جائزة نوبل عندما قالت: “أريد أن أكون آخر فتاة لديها قصة مثل قصتي”.

تزايد الاحتياجات الإنسانية، وتناقص التمويل المنقذ للحياة

على الرغم من تزايد الاحتياجات الإنسانية، يتم خفض التمويل المخصص للمنظمات النسائية الميدانية والمساعدات المنقذة للحياة، في حين تتصاعد النفقات العسكرية العالمية. يُترك الناجون من العنف القائم على النوع الاجتماعي في أماكن مثل شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، والسودان، وأوكرانيا، وإثيوبيا، وغزة، دون رعاية أساسية.

وقالت باتن إنه بعد ثمانين عاما على مـيثاق الأمم المتحدة و25 عاما على اعتماد قرار مجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن، يتراجع العالم إلى الوراء، حيث يتم سحب التمويل من البرامج الأساسية بدلا من حماية حقوق المرأة ودعم السلام. وقالت: “إذا كنا جادّين بشأن السلام، فيجب علينا تمويل المؤسسات التي تجعل السلام ممكنا”.

تتعافى الناجيات من العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بمساعدة العاملين في الخطوط الأمامية لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وجوه غير مرئية خلف الأرقام

هناك العديد من الوجوه غير المرئية خلف الحقائق والأرقام المعروضة في التقرير. وكل وجه منها يضع مرآة أمام مسؤوليتنا الأخلاقية، حسبما قالت المسؤولة الأممية، مشيرة إلى أن التقرير يلفت الانتباه إلى عدة اتجاهات مقلقة:

  • أولا، لا تزال النساء والفتيات النازحات واللاجئات يتعرضن لمخاطر متزايدة من العنف الجنسي، مما يعيق عودتهن الآمنة.
  • ثانيا، يزيد انعدام الأمن الغذائي من خطر التعرض للعنف والاستغلال الجنسيين، حيث تُقيّد الأطراف المتحاربة وصول المساعدات الإنسانية أو تمنعه.
  • ثالثا، أدى تسارع عمليات التخفيض والانتقال في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة إلى تقليص قدرة منظومة الأمم المتحدة على الوصول إلى الناجين ودعمهم، لا سيما في مالي والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
  • رابعا، تواصل الجماعات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك الجماعات التي تُصنّفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية، استخدام العنف الجنسي لتعزيز سيطرتها على الأراضي والموارد الطبيعية المربحة، ولتحفيز تجنيد المقاتلين.
  • خامسا، لا يزال انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة يُغذي العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. تُشير بيانات الأمم المتحدة إلى استخدام الأسلحة النارية في 70-90% من الحالات المُسجلة.
  • سادسا، العنف الجنسي في مراكز الاحتجاز، يُستخدم للتعذيب والترهيب. وقد تم توثيق ذلك في ميانمار، الأرض الفلسطينية المحتلة، سوريا، اليمن، أوكرانيا، وكذلك ضد الرجال والفتيان والمهاجرين في ليبيا.
اقراء ايضا  جامعة الفيصل تفوز بجائزة التميز في تطوير الكفاءات الصحية

رسالة إلى الناجيات والناجين

وفي ختام إحاطتها وجهت براميلا باتن الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات رسالة خاصة قالت فيها:

“إلى الناجين والمستجيبين في الخطوط الأمامية، الذين يواصلون الحضور – حتى وإن كانوا بلا أجر أو حماية – أود أن أقول لكم مباشرة: نحن نرى شجاعتكم، ونسمع أصواتكم، وسنعزز جهودكم. حتى بعد الأهوال والألم الذي شهدته خلال ثماني سنوات في هذه المهمة، يظل الأمل يحدوني. فالناجون والناشطون يظلون صامدين ويستمرون في الإيمان بهذه المنظمة، وبمهمة هذا المجلس، وبالنظام الدولي القائم على القواعد”.


*** وفقا لتقارير الأمين العام السنوية، يشير مصطلح “العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات”، كما هو مستخدم في هذا التقرير، إلى الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والإكراه على البغاء، والحمل القسري، والإجهاض القسري، والتعقيم القسري، والزواج القسري، وسائر أشكال العنف الجنسي ذات الخطورة المماثلة التي ترتكب ضد النساء والرجال والفتيات والفتيان والتي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بنزاع ما.


أكثر من 4,600 حالة عنف جنسي في النزاعات عام 2024 – وتأكيد أممي على ضرورة المحاسبة ودعم الناجين المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام