اخر الاخبار

ملخص قصص الانبياء مكتوبة للأطفال والكبار وأهم الحكم والمواعظ

تقدم قصص الانبياء العديد من الحكم والدروس والمواعظ، كما تعلمنا عددًا من القيم والأخلاق التي يجب على المسلمين التحلي بها، حيث تروي لنا حياة الأنبياء والمصاعب التي مروا به في سبيل الدعوة إلى الله.

لذا دعونا نتعرف إلى ملخص قصص الانبياء للكبار والاطفال بداية من قصة آدم عليه السلام وحتى قصة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل.

قصص الانبياء

جدول المحتويات

تعد قراءة قصص الانبياء للاطفال من أهم الأساليب التي تساعد في تربية الأجيال الناشئة على القيم والأخلاق الحميدة، والتحلى بالصفات  النبيلة كالصبر والتسامح والصدق والعدالة وغيرهم من صفات الأنبياء، لذا سنقدم لكم ملخص قصص الانبياء:

سيدنا آدم عليه السلام

شجرة تفاح

آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله عزوجل وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدت الملائكة جميعًا إلا إبليس رفض واسكتبر، ثم خلق الله حواء من ضلع آدم لتكون زوجته، وأسكنهما الجنة ليستمتعا بنعيمها ويأكلا مما يشتهون باستثناء شجرة واحدة نهاهم الله عزوجل عن الأكل منها.

فوسوس لهما الشيطان ليأكلا من تلك الشجرة فاستجابا له وأكلا منها فانكشفت عوراتهما وظلا يستران نفسهما بورق الجنة، وعاتب الله آدم محذرًا إياه من وسوسة الشيطان وإغوائه له مرة أخرى، فندم أشد الندم وتاب إلى الله عزوجل، ثم أخرجهما الله من الجنة وهبطا إلى الأرض ليعمراها.

سيدنا إدريس عليه السلام

من ضمن قصص الانبياء قصة نبي الله إدريس عليه السلام الذي كان أول من كتب بالقلم، وهو أول من خاط الثياب، كما أنه كان على دراية بعلم الفلك والنجوم، وقد ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز حين قال “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ”.

وقد ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه رأى سيدنا إدريس عليه السلام في السماء الرابعة حين عرج إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج، وهذا يدل على مكانته الرفيعة عند الله تبارك وتعالى.

سيدنا نوح عليه السلام

سفينة

أرسل الله عزوجل سيدنا نوح عليه السلام ليدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فكان يدعوهم بالليل والنهار وفي السر والعلن، ولكنهم أعرضوا عن دعوته واتهموه بالكذب والجنون، وكانوا يسدون آذانهم كي لا يسمعونه ويغطون وجوههم كي لا يرونه، ولكن نوح عليه السلام لم ييأس وظل يدعوهم لمدة 950 عامًا.

إلى أن أوحى الله له بصنع سفينة، وكان كلما مر عليه قومه سخروا منه، حتى جاء أمر الله وانهمر الماء الغزير من السماء وتفجرت الأرض بالماء، فحمل سيدنا نوح زوجين من كل نوع من الكائنات الحية وجميع من آمن معه،  وركبوا في السفينة ونجاهم الله عزوجل من الغرق بينما أغرق جميع المشركين الذين لم يؤمنوا به.

سيدنا هود عليه السلام

استكمالًا لـ قصص الانبياء سنتناول قصة سيدنا هود الذي أرسله الله تبارك وتعالى إلى قوم عاد ليدعوهم إلى عبادته وترك عبادة الأصنام، ويذكرهم بنعم الله عليهم وجزاء الإيمان به وعاقبة الكفر والشرك، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته، وقد عاقبهم الله عقابًا شديدًا حيث أرسل عليهم ريحًا أهلكتهم.

حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز

فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِىۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْىِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلاٌّخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ”.

سيدنا صالح عليه السلام

جمل

بعثه الله عزوجل إلى قوم ثمود يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته وطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة من الله تدل على صدق كلامه، فأخرج الله إليهم ناقة من الصخر، وأمرهم صالح عليه السلام ألا يمسوها بسوء، كما أخبرهم أن لهم يومًا يشربون فيه، ويوم للناقة تشرب فيه وسوف يشربون من لبنها.

لكن استكبر زعماء القوم وقاموا بقتلها، فأرسل الله عليهم الصيحة أهلكتهم ونجا نبيه صالح ومن آمن معه، وقد قال تعالى في كتابه:

“فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٦٧)”.

سيدنا لوط عليه السلام

أرسله الله إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده والبعد عن الرذائل، حيث أنهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وكانوا يعتدون على أموال الناس وأعراضهم ويفعلون المنكرات، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته.

استمر لوط في دعوتهم إلى الله تبارك وتعالى وحذرهم من عقاب الله وعذابه، لكنهم استمروا في الإعراض وممارسة المنكرات، فأرسل الله ملائكة على هيئة بشر إلى لوط عليه السلام يخبروه بهلاك قومه ونجاته هو والذين آمنوا معه.

أرسل الله العذاب على قوم لوط حيث أخذتهم الصيحة وقلبت القرية رأسًا على عقب، كما أرسل الله عليهم حجارة من سجيل، أما لوط والذين آمنوا معه فقد ساروا في طريقهم وأمرهم الله ألا يلتفتوا إلى الوراء.

وقال تعالى في كتابه العزيز:

“إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِين (٥٩) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (٦٠) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (٦٢) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (٦٦).

سيدنا شعيب عليه السلام

إليكم قصة نبي الله شعيب لاستكمال قصص الانبياء، حيث أرسله الله عزوجل إلى أهل مدين يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الشرك به، كما نهاهم عن الغش في المكيال والميزان وقطع السبيل وإخافة المارة، وحذرهم من عقاب الله وعذابه، فآمن معه مجموعة من الناس بينما أعرض الآخرين واتهموه بالكذب والسحر، وتوعدوه بالقتل.

أرسل الله العذاب على أهل مدين حيث أصابتهم رجفة قوية دمرت قريتهم، ويقول تعالى في كتابه المجيد:

“وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين (٣٧)”.

سيدنا إبراهيم عليه السلام

نار مشتعلة

كان والد سيدنا إبراهيم عليه السلام يصنع الأصنام ويبيعها للقوم كي يعبدوها، ولكن كان إبراهيم عليه السلام ينكر عليهم ذلك، وأراد أن يثبت لهم أن تلك الأصنام لا تنفع ولا تضر، فانتظر يوم خروجهم للاحتفال وحطم جميع الأصنام إلا أكبرهم كي يرجعوا إليه.

حيث يقول الله تبارك وتعالى في كتابه:

” وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (٥١) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (٥٢) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (٥٣) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٥٤) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِين (٥٧) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨).

حين علم قومه بما فعله أوقدوا النار وألقوه فيها، ولكن نجاه الله منها وخرج دون أي أذى، وتلك من اهم معجزات قصص الانبياء التي ذكرها الله في كتابه العزيز حين قال:

“قَالُوا مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم (٦٠) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (٦١) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (٦٢) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (٦٥) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٧) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيم (٦٩) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠)”.

لم يؤمن بسيدنا إبراهيم سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام، وقد رحلا جميعًا إلى فلسطين ومنها إلى مصر التي تزوج فيها سيدنا إبراهيم من السيدة هاجر وأنجبنا ابنهما اسماعيل عليه السلام.

اقراء ايضا  إطلاق إطار وطني لتحسين التدريس في المدارس لرفع كفاءة المعلمين

بعد ذلك أنزل الله ملائكته تبشر إبراهيم عليه السلام وزوجته السيدة سارة بابنهما اسحاق عليه السلام وقد كانا بلغا مبلغًا من العمر.

سيدنا اسماعيل عليه السلام

خروف

هو ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام من زوجته هاجر رضي الله عنها، وقد أمره الله أن يأخذهما إلى أرض الحجاز وكانت حينها أرض خالية لا زرع بها ولا ماء، فقام بذلك وتركهما ورحل، وعندما علمت السيدة هاجر بأنه أمر الله قالت إذن لن يضيعنا، وظلت ترعى ابنها حتى نفذ الطعام والشراب.

فذهبت لتبحث عن الماء وتسعى بين جبلى الصفا والمروة صعودًا وهبوطًا ٧ مرات ولم تجد، حتى فجر الله ينبوع من الماء تحت قدم ابنها اسماعيل عليه السلام فشربا وارتويا، ثم مرت قافلة من هناك واستقرت بجوارهما، وقد تربى بينهم اسماعيل عليه السلام وتعلم منهم اللغة العربية.

ذات ليلة رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه اسماعيل، فأخبر ابنه بأمر الله وشرع في تنفيذ ما رأى، فأنزل الله عليه كبشًا عظيمًا فداءًا لابنه، وهنا يضرب الله اكبر مثال في قصص الانبياء للتضحية في سبيل الله، ثم أمرهما الله عزوجل ببناء الكعبة ودعوة الناس للحج إلى بيته الحرام.

سيدنا اسحاق ويعقوب عليهما السلام

من بين قصص الانبياء سيدنا اسحاق عليه السلام، وهو ابن إبراهيم عليه السلام من زوجته السيدة هاجر، وقد أرسل الله إليهما الملائكة لتبشرهما بولادته رغم كبر سنهما.

وعندما تزوج اسحاق عليه السلام رزقه الله بسيدنا يعقوب الذي ذُكره الله في كتابه العزيز باسم اسرائيل، وكان ليعقوب 12 ولدًا ومن بينهم يوسف عليه السلام.

سيدنا يوسف عليه السلام

نجوم وكواكب

قصة سيدنا يوسف من أكثر قصص الانبياء التي تضمنت العديد من الأحداث والوقائع، كان يوسف عليه السلام له مكانة عالية في قلب والده يعقوب عليه السلام، وفي يوم من الأيام رأى يوسف أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، وعندما قص تلك الرؤيا على والده أوصاه ألا يخبر بها إخوته وأخبره بأنه سيكون له شأن عظيم.

كان إخوة يوسف يضمرون له الشر واتفقوا على التخلص منه، فطلبوا من أبيهم أن يأذن له بالخروج معهم وقاموا بإلقائه في البئر، وجاءوا إلى أباهم يبكون ويخبرونه أن الذئب قد أكل يوسف، وأتوا على قميصه بدم ليثبتوا صدق كلامهم.

وعندما مرت إحدى القوافل ليشربوا من البئر وجدوا يوسف بداخله فأخذوه وباعوه بثمن قليل إلى عزيز مصر، وتربى في قصره، وكان يوسف عليه السلام على قدر كبير من الجمال ففتنت به زوجة العزيز وراودته عن نفسه، ولكنه رفض أن يعصي الله وكان أمينًا لسيده الذي تربى في بيته.

لما جاء العزيز أخبرته زوجته أن يوسف هو من راودها عن نفسها، ولكن عندما وجدوا قميصه تقطع من الخلف وليس من الأمام علموا أنها تكذب، وانتشر الأمر في المدينة وتحدثت النسوة عما فعلته امرأة العزيز، فأرسلت إليهن تدعوهن إلى الطعام وأعطت كل واحدة منهن سكينًا، وأمرت يوسف بالخروج عليهن، فلما رأينه قطعن أيديهن من شدة حسنه وجماله.

أخبرت امرأة العزيز يوسف عليه السلام إن لم يفعل ما أمرته به سيدخل السجن، ولكنه فضّل دخول السجن على أن يفعل معصية لله عزوجل، وكان معه في السجن رجلان وقد طلبا منه تفسير أحلامهما عندما علموا بخبرته وعلمه في تفسير الأحلام.

رأى الأول في منامه أنه يعصر خمرًا للملك، فأخبره يوسف أنه سيصبح ساقي للملك وطلب منه أن يخبر الملك بأمره عندما يخرج ولكن أنساه الشيطان ذلك، أما الآخر فرأى أنه يحمل فوق رأسه طعامًا تأكل الطير منه، فأخبره يوسف عليه السلام أنه سيصلب وستأكل الطيور من رأسه.

وذات يوم رأى الملك في المنام سبع بقرات هزيلات يأكلن سبع بقرات سمينات، كما رأى سبع سنبلات خضراء وسبع أخرى يابسات، وعندما طلب من الملأ حوله تفسير رؤياه لم يستطيعوا، فتذكر حينها ساقي الملك يوسف عليه السلام وأخبر الملك بعلمه في تفسير الرؤيا.

فأمر الملك بإخراجه من السجن إلا أنه رفض أن يخرج دون إثبات براءته، وحينها اعترفت امرأة العزيز بما فعلته وأنه دخل السجن ظلمًا، وعندما طلبوا من يوسف تفسير رؤيا الملك أخبرهم بأنه سيأتى ع مصر 7 سنوات خصبة وبعدها سيأتي 7 سنوات جدب وقحط، وأخبرهم بضرورة تخزين محاصيل تكفيهم في أعوام القحط.

خرج يوسف من السجن وأصبح وزيرًا على خزائن الأرض، وكان الناس يأتون من كل البلاد إلى مصر لأخذ ما يكفيهم من الطعام خلال سنوات الجدب، وكان من بينهم أخوة يوسف عليه السلام وقد عرفهم ولكنهم لم يعرفوه.

أعطاهم يوسف الطعام وأخبرهم أنه لن يعطيهم ثانيةً إلا بعد أن يأتوا إليه بأخيهم من أبيهم، فعادوا إلى أبيهم وأخبروه بذلك، ولكنه خاف أن يفقد ابنه مثلما فقد يوسف، وأخذ عليهم عهدًا بأن يعيدوه إليه مرة أخرى، وعندما دخلوا على يوسف وضع كأس الملك في رحالهم وأخبرهم أن كأس الملك قد سُرق، وعندما بدأوا بالتفتيش أخرجوه من رحال أخيه.

أصر يوسف على إبقاء أخيه معه وحاول إخوته أن يقنعوه أن يأخذ أحدًا منهم مكانه لأن أبيه مريض ولن يتحمل فقده، لكنه رفض أن يأخذ غير الذي وجدوا كأس الملك في رحاله، وعندما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم أخبروه بما حدث فظل يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره، فعادوا إلى يوسف مرة أخرى راجين منه أن يسمح لهم بأخذ أخيهم.

أخبرهم يوسف عليه السلام حينها بما فعلوه معه فعرفوه وطلبوا منه أن يسامحهم على فعلتهم، فأعطاهم قميصه ليلقوه على وجه أبيهم كي يستعيد بصره مرة أخرى، وبالفعل قاموا بعمل ما أمرهم به فارتد إلى يعقوب بصره، واصطحبوا والديهم إلى مصر، وعندما رأوا يوسف خروا له ساجدين وبذلك تحققت رؤيته في الصغر.

سيدنا أيوب عليه السلام

مزرعة مواشي

قصة نبى الله أيوب من أهم قصص الانبياء التي يضرب الله لنا مثلًا بها في الصبر على البلاء، حيث منّ الله عليه بالمال الوفير والأولادة الكثيرة والأصدقاء والخدم والمزارع والماشية وغيرها من النعم العظيمة، ثم ابتلاه الله ابتلاءًا عظيمًا إذ فقد كل ماله ومات كل أولاده، ثم ابتلاه الله في جسده فمرض مرضًا شديدًا وابتعد عنه جميع الناس ولم يبق له سوى زوجته.

اقراء ايضا  مكتب ترجمة معتمد تبوك أفضل مكاتب ترجمة معتمدة في السعودية

ظل سيدنا أيوب على هذا الحال لمدة 18 عاما إلى أن توجه إلى الله بالدعاء وطلب منه أن يرفع عنه هذا البلاء، فاستجاب الله له وفرج عنه كربته، حيث أمره أن يضرب الأرض برجله فخرج منها ينبوع ماء فشرب واغتسل منه حتى شفي، ورزقه الله بالمال الوفير والأولاد الكثيرة مرة أخرى.

ويقول تعالى في كتابه العزيز:

“وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدين (٨٤)”.

سيدنا ذي الكفل عليه السلام

سمى نبي الله ذي الكفل بهذا الاسم لأنه كان يتكفل بأداء العمل الذي يعجز عنه الآخرين، كما أنه كان يتكفل بأمور الناس ويحكم بينهم بالعدل، وقد ذكره الله في كتابه العزيز في سورة الأنبياء حيث قال:

“وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ”، كما ذكره في سورة ص حيث قال: “وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ (٤٨)”.

سيدنا يونس عليه السلام

حوت

أرسل الله نبيه يونس عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم من عاقبة الشرك به، ولكنهم أعرضوا عن دعوته، وظل الحال كذلك حتى يأس وخرج يونس عليه السلام من القرية دون أن يأذن له الله، وركب إحدى السفن المليئة بالركاب والأمتعة، ثم هبت رياح شديدة هزت السفينة وكادت أن تغرق، فاضطروا إلى إلقاء جميع الأمتعة معهم، ولكنهم احتاجوا إلى التخلص من شئ آخر.

فاقترعوا فيما بينهم لإلقاء واحد منهم في الماء، فوقع الاختيار على يونس عليه السلام، وتم القائه في البحر فابتلعه الحوت بأمر من الله، لكنه لم يصيبه بأي أذى، ظل يونس يستغفر ربه ويسبحه ويردد الدعاء (لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين) فاستجاب الله له ونجاه، حيث أمر الحوت بإخراجه على الشاطىء، وأنبت له شجرة يقطين فأكل منها واستظل بها، وعندما عاد إلى قومه وجدهم قد آمنوا جميعًا خوفًا من عذاب الله.

وقال الله تعالى:

“وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)”.

سيدنا موسى عليه السلام

ثعبان

ذات يوم رأى فرعون في منامه حلمًا أزعجه، وفسره له الكهنة بأن هناك طفلًا سيولد في بني اسرائيل وسيكون هلاك فرعون على يديه، فأمر فرعون بقتل جميع الأطفال الذكور عند ولادتهم، ثم خشي المصريين ألا يجدوا من يخدمهم من بني إسرائيل فأمر بقتل المواليد في عام وتركهم في العام الذي يليه، وقد شاء الله أن تولد أم موسى في العام الذي يقتل فيه فرعون الأولاد، وكانت في غاية الخوف عليه، فأوحى الله إليها أن تضع موسى في التابوت وتلقيه في اليم ووعدها برده إليها.

أمرت أم موسى أخته بتتبعه حتى وصل إلى قصر فرعون، وذهب به الخدم إلى آسية امرأة فرعون والتي قذف الله حبه في قلبها، فتوسلت إلى فرعون كي لا يقتله ويتركه يتربى معهم في القصر، وحرم الله على موسى المراضع في القصر فخرجوا باحثين له عن مرضعة، فأخبرتهم أخت موسى أنها تعرف من يصلح لذلك، وأتت بهم إلى أمه ليتحقق وعد الله لها برده إليها.

في يوم من الأيام بعد أن كبر موسى وصار شابًا وجد رجلان يقتتلان فاستغاثه الذي من بني اسرائيل لينصره على الرجل المصري فدفعه موسى فقتله بالخطأ، واضطر للخروج من مصر خوفًا من حاشية فرعون وتوجه إلى مدين، وعندما وصل إلى بئر مدين وجد فتاتين تنتظران الماء لتسقيا الأغنام بعد أن ينصرف الرجال فسقى لهما.

عادت الفتاتان إلى أبيهما يخبراه بما حدث، فطلب من إحداهما أن تأتي بموسى؛ ليشكره على ما فعل، فذهبت إليه واحضرته معها، واتفق والدها مع موسى أن يقوم برعي الأغنام لمدة ثماني سنوات أو عشر على أن يتزوج من إحدى الابنتين فوافق موسى عليه السلام على ذلك.

بعد أن أتم موسى عليه السلام 10 سنوات أراد العودة إلى مصر، وكان الطريق مظلمًا فأخذ يبحث عن نار يستضئ بها، حتى رأى نارًا من بعيد، فترك أهله وذهب إلى الجبل ليأتي بها، فناداه الله وأخبره أنه رب هذا الكون وأمره أن يذهب إلى فرعون وقومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وأنعم الله عليه بمعجزتين ليصدقه قومه، والأولى هي تحول العصا إلى ثعبان أما الثانية فكانت خروج يده من جيبه بيضاء.

طلب موسى من الله عزوجل أن يرسل معه أخاه هارون في دعوة فرعون وقومه فاستجاب له الله، ولكن استكبر فرعون وكفر بدعوتهما واتهم موسى بالسحر، وتحداه بجمع السحرة أجمعين ليغلبوه، واتفقوا على موعد يلتقي فيه الفريقان، فقام فرعون بجمع السحرة ووعدهم بمكافآة كبيرة إذا تغلبوا على موسى وسحره.

عندما جاء اليوم الموعود ألقى السحرة عصيانهم فتحولت إلى ثعابين سحرت أعين الناس، ثم أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يلقي عصاه فتحولت إلى ثعبان ضخم يأكل كل ما يلقوه، فسجد السحرة أجمعين إلى الله عز وجل، وتوعدهم فرعون بالعذاب والهلاك، حتى أمر الله نبيه موسى أن يأخذ من آمن معه ويخرجوا من مصر ليهربوا من بطش فرعون، وعندما علم فرعون بذلك جمع جنوده ولحق بموسى والمؤمنين، فأمر الله البحر أن ينشق لموسى ومن معه وأغرق فرعون وجنوده.

سيدنا هارون عليه السلام

عجل

هو شقيق سيدنا موسى عليه السلام وكان داعمه ومساعده الأمين، وحينما واعد الله سيدنا موسى على جبل الطور، ترك أخيه هارون يخلفه في قومه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ولكن حينها صنع السامري عجلًا من طين ودعاهم إلى عبادته ليضلهم عن طريق الله، لكن هارون عليه السلام ظل يخطب فيهم ويحذرهم من سوء عملهم وحذرهم من الشرك بالله والعودة إلى الضلال، ولكنهم لم يستجيبوا.

حين عاد موسى ورأى قومه على تلك الحالة ظل يعاتب أخيه هارون على تركه قومه يضلوا الطريق، فأخبره هارون أنه لم يرد أن يفرق بين القوم وبأنه قدم لهم النصيحة ولكنهم أعرضوا عنه.

يوشع بن نون عليه السلام

من بين قصص الانبياء التي نذكرها قصة يوشع عليه السلام، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد ذكره الله تبارك وتعالى في سورة الكهف حين قال: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (٦٠)” حيث كان هو الفتى الذي رافق سيدنا موسى عليه السلام في رحلته عند لقاء الخضر، وقد خصه الله بعدد من الفضائل ومن أهمها فتح بيت المقدس وحبس الشمس له.

سيدنا إلياس عليه السلام

أرسل الله عزوجل نبيه الياس إلى قومه يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وأنذرهم من عاقبة مخالفة أوامر الله عزوجل لكنهم لم يستجيبوا له، وقد ذكره الله في سورة الصافات حين قال:

“وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِين (١٣٠) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢)”.

من قصص الانبياء اليسع عليه السلام

هو أحد أنبياء بني إسرائيل وهو من ذرية سيدنا يوسف عليه السلام، وكان يأمر قومه بعبادة الله وحده واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وقد ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز حيث قال:

“وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (٨٦)”، كما ذكره في سورة ص حين قال عزوجل: “وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ (٤٨)”.

سيدنا داوود عليه السلام

طيور تقف على غصن

مكن الله عزوجل داود عليه السلام من قتل جالوت الذي كان عدوًا لله، وآتاه الله الملك والحكمة، ومنحه معجزات كثيرة ومنها تسبيح الطيور والجبال معه، كما ألان الله له الحديد حتى استطاع أن يصنع الدروع ببراعة، وأنزل الله عليه كتاب الزبور، ورزقه بابنه سليمان عليه السلام.

اقراء ايضا  رياح نشطة وأمطار خفيفة متوقعة على عدة مناطق بالمملكة

وقد ذكر الله نبيه داود في كتابه العزيز فقال:

“وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١)”.

سيدنا سليمان عليه السلام

هدهد يقف على شجرة

هو ابن سيدنا داود عليه السلام وقد أعطاه الله ملكًا لم يعطيه لأحد من قبله ولا بعده، ومنحه الله عدة معجزات ومنها تسخير الجن والقدرة على فهم لغة الطيور والحيوانات، بالإضافة إلى تسخير الرياح إلى المكان الذي يريده.

ذات يوم لاحظ سليمان عليه السلام غياب الهدهد فتوعده لغيابه دون إذن، ولكن عندما حضر الهدهد أخبره أنه وجد قومًا يعبدون الشمس من دون الله وتحكمهم امرأة، فبعث سليمان عليه السلام إليهم رسالة يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك ما دونه.

تشاورت بلقيس ملكة القوم مع وزرائها في أمر الرسالة حتى توصلت إلى إرسال وفد بعدد كبير من الهدايا إلى سليمان لتعرف إن كان على حق وغايته الدعوة أم سيقبل الهدايا، فاشتد غضب سليمان وأعاد الهدايا إليهم وتوعدهم بجنود عظيمة تخرجهم من بلادهم.

طلب سليمان من الجن أن يأتوه بعرش الملكة بلقيس؛ كي يريهم القدرة التي منحه الله إياها، وفي نفس الوقت قررت الملكة أن تأتي لسليمان عليه السلام، وعندما وصلت وجدت عرشها عنده فعلمت قدرة الله عزوجل وأسلمت مع سليمان.

ويبين الله في قصص الانبياء قصة سيدنا سليمان أن الجن لا يعلمون الغيب حيث توفى سيدنا سليمان وهو متكأ على عصاه، وبقى مدة من الزمن على هذه الحالة ولم يعرف أحد ولا الجن، حتى أنهم استكملوا عملهم ظنًا منهم أن سليمان يراقبهم، حتى أمر الله حشرة أن تأكل عصاه فسقط على الأرض.

وذكر الله قصة سيدنا سليمان ضمن قصص الانبياء حين قال في كتابه الكريم:

“وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (١٢) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (١٣) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (١٤)”.

سيدنا زكريا ويحيى عليهما السلام

نذكر لكم من ضمن قصص الانبياء قصة نبي الله زكريا الذي كان أحد أنبياء بني إسرائيل، وكان يدعو الله أن يرزقه الولد الصالح فاستجاب الله عزوجل دعوته ورزقه يحيى عليه السلام، وقد منحه الله العلم والحكمة منذ صغره وجعله رحيمًا وبارًا بأهله.

يقول الله تبارك وتعالى:

“هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (٣٩) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء (٤٠) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (٤١).

سيدنا عيسى عليه السلام

طائر وقع في الطين

بعث الله تبارك وتعالى إلى السيدة مريم ملكًا نفخ فيها من روح الله عزوجل فحملت بمولودها عيسى عليه السلام، وحينما جاءت به إلى قومها أنكروا عليها ذلك حيث كانت من المتقين، فأشارت إلى الرضيع فجعله الله يتكلم وهو في المهد وأخبرهم أنه عبدالله الذي اصطفاه بالنبوة.

وعندما بلغ أشده ظل يدعو قومه للعودة إلى دين الله والتمسك بشريعته، وقد أيده الله بالعديد من المعجزات ومنها خلق الطير من الطين، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، حتى آمن معه الحواريون.

يقول تعالى في كتابه الكريم:

“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (٤٨) وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (٤٩) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ( ٥٠) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (٥١) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢)”.

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

وختامًا لـ قصص الانبياء نذكر لكم قصة محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم الأنبياء والرسل، وقد بعثه الله إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وقد بدأ دعوته سرًا لمدة 3 سنوات ثم أمره الله بالجهر بها، وتحمل النبي العديد من الأذى والمشقة في سبيل الدعوة، كما تحمل المسلمين أذى المشركين فأُمروا بالهجرة إلى الحبشة.

ثم هاجر المسلمون للمرة الثانية إلى المدينة ولحق بهم محمد صلى الله عليه وسلم بعدما استطاع أن ينجو هو وصاحبه أبو بكر من أذى الكفار، وعندما وصلوا إلى المدينة قام النبي ببناء مسجد قباء وأقام هناك الدولة الإسلامية، وظل يدعو إلى الإسلام إلى أن توفاه الله وعمره 63 عامًا.


ملخص قصص الانبياء مكتوبة للأطفال والكبار وأهم الحكم والمواعظ المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام