اخر الاخبار

من أجل عالم أفضل، الأمم المتحدة تمضي قدما في مهمتها رغم التحديات العالمية

يقدم تقرير الأمين العام السنوي، الصادر يوم الخميس قبيل انعقاد المداولات السنوية رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، عرضا لجهود المنظمة في مواجهة التحديات المتزايدة.

وسلط السيد أنطونيو غوتيريش الضوء في تقريره على مرونة موظفي الأمم المتحدة، الملتزمين ببث الأمل ومساعدة المحتاجين رغم عملهم في ظل ظروف صعبة. وقال: “يظهر هذا التقرير أنه على الرغم من الأوقات العصيبة للغاية – بل وبسببها تحديدا – يمكننا، بل ويجب علينا، مواصلة السعي من أجل عالم أفضل نعلم أنه في متناول اليد”.

بالتعاون مع شركائها، نسقت الأمم المتحدة نداء بقيمة 50 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية لـ 198 مليون شخص. “في عام 2024، ساهمت الأمم المتحدة في حشد 25 مليار دولار من هدف التمويل البالغ 50 مليار دولار، مما أتاح وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى 116 مليون شخص في حاجة ماسة إليها في 77 دولة ومنطقة”.

وقد مكّن ذلك من تنفيذ برامج منقذة للحياة في القرن الأفريقي، والأرض الفلسطينية المحتلة، والسودان، وأوكرانيا، واليمن، والمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل في فانواتو، والجفاف في جنوب وشرق أفريقيا، والفيضانات في جنوب شرق آسيا.

وفي الوقت نفسه، تكبدت عمليات الأمم المتحدة في عام 2024 خسائر بشرية فادحة. فقد كان العام الأكثر دموية على الإطلاق لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل 373 عامل إغاثة. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الذين يعملون في غزة في ظروف قاسية وخطيرة.

اقراء ايضا  تسجيل محمية عروق بني معارض في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

وقد أشاد الأمين العام بتضحياتهم خلال إصدار التقرير، مؤكدا التزام الأمم المتحدة الثابت بالوقوف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفا في العالم.

أطفال يشاركون في الأنشطة الترفيهية التي ينظمها موظفو الأمم المتحدة في قطاع غزة.

© UNRWA/Mohammed Hinnawi

أطفال يشاركون في الأنشطة الترفيهية التي ينظمها موظفو الأمم المتحدة في قطاع غزة.

السلام والأمن جوهر مهمة الأمم المتحدة

ظلّت الدبلوماسية من أجل السلام جوهر عمل المنظمة في ظل تصاعد التحديات العالمية التي تواجه السلام والأمن. ورغم المخاطر المتزايدة، واصلت جهود الأمم المتحدة الدبلوماسية حماية مئات الآلاف من المدنيين يوميا ودفع عمليات السلام إلى الأمام.

خلال المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا، تفاعلت الأمم المتحدة مع الجهات المعنية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 – الذي أقر في عام 2015 خارطة طريق لعملية السلام في البلاد – لتهدئة العنف وحماية المدنيين ومنع امتداده إقليميا.

في الوقت نفسه، في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمنطقة ككل، انخرطت الأمم المتحدة في محادثات مع جميع الأطراف عن كثب لإنهاء العنف، وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية، ومواصلة تقديم المساعدة للسكان المتضررين.

في لبنان، دعمت الأمم المتحدة خفض التصعيد واستئناف وقف الأعمال العدائية بما يتماشى مع ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، مما مكن السكان من العودة إلى ديارهم على جانبي الخط الأزرق.

كما سهّلت الأمم المتحدة محادثات السلام، ودعمت جهود بناء الدولة، وساعدت في حماية المدنيين عالميا، بما في ذلك في السودان. وقد ساهمت جهود المنظمة الرامية إلى تعزيز التعايش السلمي في أبيي في انخفاض العنف القبلي.

خصص صندوق بناء السلام أكثر من 116 مليون دولار لدعم خطط السلام الوطنية في 32 دولة ومنطقة، مع التركيز على المساواة بين الجنسين. وعززت الشراكات مع المنظمات الإقليمية، مثل الاتحاد الأفريقي، جهود منع نشوب النزاعات.

اقراء ايضا  تنفيذ حكم القتل قصاصاً بأحد الجناة في المنطقة الشرقية - أخبار السعودية

رؤية متجددة للمستقبل

شكل مؤتمر القمة المعني بالمستقبل لعام 2024 نقطة تحول تاريخية في مسيرة التعددية. فقد اعتمد قادة العالم ميثاق المستقبل، وهو اتفاقية تاريخية لتنشيط التعاون الدولي وتقديم حلول للبشرية والكوكب. 

يدعو الميثاق إلى تعزيز الدبلوماسية ومنع النزاعات، وإصلاحات في النظام المالي العالمي، واتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ، وتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يلتزم الميثاق بحوكمة عالمية أكثر تمثيلا وفعالية، بما في ذلك إصلاحات في مجلس الأمن، وإعطاء صوت أكبر للدول النامية.

اعتُمد التعاهد الرقمي العالمي وإعلان الأجيال المقبلة كملحقين للميثاق، مما يؤكد اتساع نطاقه وطموحه. يقدم التعاهد رؤية لمستقبل رقمي آمن ومنفتح وشامل، ويلزم الدول الأعضاء بسد الفجوات الرقمية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية العامة الشاملة، وتعزيز حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي. 

من جانبه، يُمثل الإعلان أول اتفاق عالمي يراعي بشكل منهجي حقوق ومصالح مواطني الغد في قرارات اليوم، مُدمجا بذلك البصيرة في صنع السياسات، وممهدا الطريق لعمل مستدام طويل الأمد.

تشكل هذه النتائج مجتمعة أساسا لتجديد التعددية على مر الأجيال. وكما أكد الأمين العام غوتيريش، “بمعالجة قضايا عصرنا الملحة، تمهد الأمم المتحدة الطريق لمستقبل أكثر إنصافا واستدامة، بما يضمن تسخير التقنيات الرقمية لصالح البشرية جمعاء”.

افتتاح يومي العمل اللذين يسبقان قمة المستقبل، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

افتتاح يومي العمل اللذين يسبقان قمة المستقبل، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

حقوق الإنسان والتنمية المستدامة

لا تزال الأمم المتحدة تسترشد برؤية مفادها أن حقوق الإنسان قوة دافعة لإيجاد حلول للتحديات العالمية العديدة التي نواجهها، وأنها أساس السلام والعدالة والتنمية المستدامة. ففي عام 2024، قدمت المنظمة مبادرات للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وتمكين المجتمعات الريفية والمهمّشة، وضمان مشاركة المرأة في عمليات السلام والعمليات الدستورية. 

كما أُدمجت حقوق الإنسان في استجاباتها للصراعات والهجرة وتغير المناخ والحوكمة الرقمية، مما يساعد على تعزيز الحماية والمساءلة والشمول في جميع أعمال المنظمة.

اقراء ايضا  10 أيام من الفعاليات الممتعة.. إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان 7 نوفمبر

في الوقت نفسه، ظلّت التنمية المستدامة والعمل المناخي محوريين. دعمت الأمم المتحدة 170 دولة في تنفيذ مساهماتها الوطنية المُحددة لخفض الانبعاثات، وقدّمت مساعدة مُوجّهة للتحولات منخفضة الكربون في الدول النامية.

كما حثّت المنظمة على إجراء إصلاحات في النظام المالي العالمي لسد الفجوة التمويلية المتزايدة لأهداف التنمية المستدامة، بما يضمن حصول البلدان الأكثر ضعفا على فرصة عادلة للوفاء بوعد خطة عام 2030.

الالتزام تجاه الموظفين هو التزام تجاه الإنسانية

أبرز الأمين العام التزام موظفي الأمم المتحدة الذين يعملون في ظل مخاطر استثنائية. وأعرب عن قلقه إزاء تآكل المعايير الإنسانية، وأدان الهجمات المتعمدة على المدنيين والمستشفيات والمدارس وعمال الإغاثة، والتي تقوض القانون الدولي وقيم ميثاق الأمم المتحدة.

ورغم المخاطر القياسية، واصل الموظفون مهمتهم بشجاعة ومرونة.

وقال السيد غوتيريش: “يظهر هذا التقرير أنه على الرغم من الأوقات العصيبة للغاية – بل وبسببها تحديدا – يمكننا، بل ويجب علينا، مواصلة السعي من أجل عالم أفضل نعلم أنه في متناول اليد. سنجدد جهودنا لتحقيق السلام، وتعزيز التنمية المستدامة، والدفاع عن حقوق الإنسان ودعمها، من أجل البشرية جمعاء”.

تجسّد هذه المسارات معا روح منظمة لا تسعى فقط لمواجهة أزمات اليوم، بل إلى دعم الحقوق، وتحقيق التنمية، وخدمة الناس في كل مكان بنزاهة وتعاطف.


من أجل عالم أفضل، الأمم المتحدة تمضي قدما في مهمتها رغم التحديات العالمية المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام