أحمد مهنا – فنان يرسم الجوع والأمل: 100 لوحة من غزة تجوب أوروبا لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية

ما يقرب من عامين من الصراع والدمار تسببا في معاناة لا يمكن تصورها في غزة. واليوم، يواجه أكثر من نصف مليون شخص المجاعة، والعوز، والموت. ويحتاج جميع سكان غزة – الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة – إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

خلف العناوين الرئيسية للأخبار، توجد حياة طابعها الفقدان والصمود والأمل، وهي قصص غالبا ما لا تُروى. لتقريب هذه القصص من الجمهور الأوروبي، ينظم برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي معرضا فنيا متنقلا يكشف الجانب الإنساني لهذه الأزمة من خلال عيون شخص يعيشها كل يوم. يسلط المعرض الضوء على 100 لوحة ورسم للفنان أحمد مهنا، ويقدم منظورا شخصيا عميقا عن غزة.
أحمد مهنا رسام وُلد وترعرع في غزة، وعاش فيها حياته كلها ولا يزال يعيش هناك حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى كونه فنانا، فهو متخصص أيضا في علاج الأطفال عن طريق الفن، ويساعدهم من خلاله على تجاوز صدماتهم.

لعدة أشهر، حال رعب الحرب بينه وبين الإبداع، حيث نفدت إمداداته واضطر إلى التركيز على رعاية أسرته. لكن رغبته في توثيق ما يعيشه هو وأبناء شعبه يوميا، دفعته إلى العودة إلى الرسم مرة أخرى مستخدما أي مادة يمكنه العثور عليها.
وهكذا أصبحت علب الكرتون الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي لوحات يستخدمها مهنا. تلك الصناديق الكرتونية، التي كانت تُستخدم لنقل الغذاء، قام بتحويلها إلى وسيلة للتعبير ورسالة في الوقت نفسه، جاعلا منها شواهد على الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.

بدأ مهنا في استخدام بواقي القليل من القهوة والشاي ومواد أخرى للرسم والتلوين بعد نفاد إمداداته. وبفعل ذلك، أصبحت المواد نفسها تجسيدا للمواضيع التي يرسمها: الصمود، المثابرة، والإرادة التي لا تنكسر لانتزاع الجمال من بين ثنايا الدمار. هذا المعرض المتنقل يعد المرة الأولى التي تُعرض فيها أعماله الأصلية خارج غزة.
تسبب الصراع المستمر، وانهيار الخدمات الأساسية، والقيود الصارمة على إيصال المساعدات وتوزيعها، في ظروف كارثية في جميع أنحاء قطاع غزة. يواجه نصف مليون من سكان غزة المجاعة، بينما يعاني بقية السكان من مستويات طارئة من الجوع.
تعتبر المساعدات الغذائية هي الطريقة الوحيدة الحقيقية لمعظم الناس داخل غزة لتناول الطعام. يمتلك برنامج الأغذية العالمي ما يكفي من الغذاء في المنطقة لإطعام السكان بالكامل لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، ولكن كمية الغذاء التي تم تسليمها حتى الآن ليست كافية على الإطلاق لمنع الجوع والمجاعة.

يموت الناس بسبب نقص المساعدات الإنسانية. والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك المواد الغذائية الحيوية وغيرها من إمدادات الإغاثة، بطريقة منتظمة، يمكن التنبؤ بها، منظمة، وآمنة، أينما كانوا في قطاع غزة.
لعب الشركاء، مثل الاتحاد الأوروبي، دورا محوريا في عمليات برنامج الأغذية العالمي بغزة. فمنذ عام 2000، والاتحاد الأوروبي يقدّم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين، ويدعم المتضررين من حالات الطوارئ والصدمات، وقد ضاعف تمويله بشكل ملحوظ منذ بدء الأعمال العدائية في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

بفضل مانحين مثل الاتحاد الأوروبي، يستطيع برنامج الأغذية العالمي توفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة لسكان غزة اليوم، إذا تم السماح بوصول المساعدات بالفعل. منذ بداية الصراع، ساهم الاتحاد الأوروبي – عبر المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية – بمبلغ 86 مليون يورو في عمليات البرنامج في غزة.

يواصل برنامج الأغذية العالمي جهوده لإدخال قوافل المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل شبه يومي، ولكن الظروف التشغيلية القاسية تمنع إيصال الإمدادات المنقذة للحياة على النطاق المطلوب لوقف المجاعة المتصاعدة.
كتبت هذه المقالة باللغة الإنجليزية بواسطة الزملاء في برنامج الأغذية العالمي ونقلناها بتصرف إلى اللغة العربية.
أحمد مهنا – فنان يرسم الجوع والأمل: 100 لوحة من غزة تجوب أوروبا لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المصدر: