اخر الاخبار

بريطانيا تعترف بفلسطين: تحول دبلوماسي كبير

بريطانيا تعترف بالدولة الفلسطينية: تحول في السياسة الخارجية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن اعتراف المملكة المتحدة رسميًا بالدولة الفلسطينية، في خطوة تُعدّ نقطة تحول بارزة في السياسة الخارجية البريطانية تجاه الشرق الأوسط. يأتي هذا الإعلان وسط ضغوط داخلية ودولية متزايدة، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل وتهجير عشرات الآلاف.

جزء من “مسار للسلام”

من المتوقع أن يُقدم ستارمر الإعلان الرسمي خلال مؤتمر صحفي في “داونينغ ستريت”، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي ضمن “مسار للسلام” يهدف إلى إحياء حل الدولتين. وأوضحت مصادر حكومية أن الإعلان تأجل مؤقتًا حتى انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبريطانيا، لتجنب تصعيد التوترات مع واشنطن التي تعارض الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية.

وفي تصريحات سابقة، أكد ستارمر أن الاعتراف ليس مكافأة لأحد، بل ضرورة لأمن إسرائيل طويل الأمد واستقرار المنطقة. ويعود قرار الاعتراف إلى يوليو الماضي عندما أعلن ستارمر خلال اجتماع طارئ للحكومة أن بريطانيا ستتخذ هذه الخطوة بحلول سبتمبر، ما لم يتخذ الجانب الإسرائيلي خطوات جوهرية لوقف الحرب في غزة وتحقيق وقف إطلاق نار دائم ووقف الاستيطان في الضفة الغربية وإعادة تدفق المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة.

ضغوط داخل حزب العمال

جاءت هذه الشروط استجابة لضغوط داخل حزب العمال البريطاني، حيث وقّع أكثر من 255 عضوًا في البرلمان من تسعة أحزاب مختلفة على رسالة مشتركة تطالب بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية. تاريخيًا، كانت بريطانيا مترددة في اتخاذ مثل هذا القرار رغم وعد “إعلان بلفور” عام 1917 الذي دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

اقراء ايضا  منشأة صحية لخدمة المسنين في كل تجمع

في عام 2014، مرر البرلمان البريطاني قرارًا غير ملزم يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن الحكومة السابقة بقيادة بوريس جونسون أجّلته. يعكس القرار الحالي تحولا ملموسا نحو دعم حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.

السياق الدولي والإقليمي

يأتي هذا التطور وسط تغيرات جيوسياسية كبيرة وتفاعلات دولية معقدة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. بينما تواصل الولايات المتحدة دعمها الثابت لإسرائيل تحت قيادة الرئيس ترمب آنذاك، تسعى بريطانيا الآن إلى تعزيز دورها كوسيط نزيه يسعى لتحقيق السلام العادل والشامل.

المملكة العربية السعودية بدورها لطالما دعمت الحلول السلمية القائمة على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية. ويُعتبر موقفها داعماً لأي جهود تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام العادل بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

التحديات المستقبلية

رغم أهمية هذا الاعتراف الرمزي والسياسي الكبير من قبل بريطانيا للدولة الفلسطينية، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة على الأرض تتعلق بكيفية تنفيذ حل الدولتين فعلياً وسط استمرار التوترات والعنف المتبادل بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.


بريطانيا تعترف بفلسطين: تحول دبلوماسي كبير المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام