الأمم المتحدة في اختبار تاريخي وسط صراعات وحروب وانقسامات

ضغط كبير
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن التعاون الدولي يواجه ضغوطًا غير مسبوقة، مشيرًا إلى اتساع فجوات التفاوت وتسارع مخاطر التغير المناخي والتكنولوجيا غير المنضبطة، وقال في كلمته: «نلتقي في مياه مضطربة، بل مجهولة»، داعيًا القادة إلى تجاوز المواقف الشكلية وتقديم حلول عملية.
ويشارك في الاجتماع أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة، وسط توقعات بأن تهيمن ثلاث قضايا على النقاشات: الحرب في غزة، وما رافقها من اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، الظهور الأول للرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في ولايته الثانية، والتحديات المالية التي تهدد مستقبل الأمم المتحدة مع استمرار خفض الدعم الأمريكي.
القضية الفلسطينية
وتتصدر القضية الفلسطينية المشهد، إذ أكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن «فلسطين ستكون الفيل الكبير في هذه الدورة»، خصوصًا مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة ورفض إدارة ترمب منح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تأشيرة دخول لإلقاء كلمته، وقد سمحت الجمعية العامة، بأغلبية كبيرة، لعباس بالتحدث عبر الفيديو، فيما اعترفت أكثر من 145 دولة بدولة فلسطين، مع توقعات بانضمام عشر دول أخرى خلال الأسبوع.
كما ستُعقد اجتماعات موازية حول أوكرانيا، حيث يُنتظر خطاب الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، أمام مجلس الأمن، إضافة إلى جلسات بشأن السودان وهايتي والصومال، فضلاً عن قمة حول المناخ، وإحياء الذكرى الثلاثين لمؤتمر بكين للمرأة.
مكافحة الفقر
ومن جهته، شدد غوتيريش على أن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 باتت بعيدة المنال، داعيًا إلى توفير التمويل اللازم لمكافحة الفقر وضمان التعليم، وأوضح أن المنظمة تواجه تحديًا داخليًا مع حاجتها إلى خفض ميزانيتها بنسبة 15%، وتقليص الوظائف بنسبة تقارب 19%، وهو ما يعكس أزمة مالية عميقة.
ويرى محللون أن المنظمة تقف أمام اختبار تاريخي: إما أن تثبت قدرتها على إدارة أزمات العالم المتشابكة، أو أن تتراجع مكانتها في النظام الدولي، وبحسب ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية، فإن الأمم المتحدة «ستواصل العمل بشكل متعثر، لكنها لن تفقد دورها بالكامل».
الأمم المتحدة في اختبار تاريخي وسط صراعات وحروب وانقسامات المصدر:











