العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة تفاقم الأزمة الإنسانية

وفي آخر تحديث له حول الوضع في القطاع، قال مكتب الأوتشا إن العمليات البرية والقصف وأوامر التهجير لا تزال تدفع موجات إضافية من النزوح من المدينة.
في غضون ذلك، أفاد شركاؤه في مجال الحماية بانقطاع كبير في قنوات الاتصال في جميع أنحاء محافظة شمال غزة، مما أعاق الجهود المبذولة للتحقق من المعلومات وتقييم خطورة الوضع على المدنيين الذين بقوا في المنطقة.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، تم الإبلاغ عن مقتل 65419 شخصا وإصابة 167160 آخرين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي هذا السياق، أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن ما لا يقل عن 2340 شخصا، معظمهم من الشباب والفتيان، قد قتلوا أثناء طلبهم للمساعدة منذ أن أنشأت إسرائيل مواقع إمداد ذات طابع عسكري في قطاع غزة أواخر أيار/مايو.
ومع استمرار إغلاق معبر زيكيم شمال القطاع منذ 12 أيلول/سبتمبر، وتعليق حركة البضائع من الأردن عقب حادث أمني على جسر اللنبي، وإغلاق جميع معابر غزة يومي 23 و24 أيلول/سبتمبر بسبب الأعياد اليهودية، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه لا يمكن التنبؤ بخطوط الإمداد إلى قطاع غزة، وخاصة إلى مدينة غزة التي تواجه المجاعة.
وقال المكتب إن القصف المستمر وأوامر التهجير ومحدودية توافر الإمدادات الأساسية تهدد استمرار تشغيل الخدمات المنقذة للحياة في مدينة غزة، بما في ذلك سيارات الإسعاف والمرافق الصحية وخدمات التغذية والمطابخ المجتمعية.
وقد أفادت شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية بأن غارة جوية إسرائيلية يوم الاثنين دمرت مبنى الشوا في مدينة غزة، والذي كان يضم أيضا مرافق إنسانية رئيسية.
كما أُجبرت أربعة مستشفيات في شمال القطاع على الإغلاق منذ بداية الشهر، مما جعل إجمالي عدد المستشفيات العاملة في غزة إلى 14 مستشفى فقط، بما في ذلك ثمانية في مدينة غزة وثلاثة في دير البلح وثلاثة في خان يونس، ولا يعمل أي منها بكامل طاقته.
مع نزوح غالبية سكان غزة عدة مرات بالفعل، أكدت الأوتشا أن الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال وكبار السن، تتحمل وطأة المشقة، بما في ذلك خطر الجفاف أثناء الرحلة.
وقد أفادت مجموعة المأوى أن الظروف في الجنوب مثيرة للقلق حيث تتكدس العائلات في خيام مؤقتة على طول الشاطئ، أو في مدارس مكتظة، أو تنام في العراء أو وسط أنقاض المنازل المدمرة.
وأكدت أن الضغط على الخدمات يتجاوز قدرتها الاستيعابية ولا يمكنها تلبية احتياجات الموجودين بالفعل، ناهيك عن الوافدين الجدد. وأشارت إلى أن غالبية النازحين داخليا يصلون بدون خيام، وقد يصل سعرها في السوق إلى حوالي ألف دولار – وهو ما يتجاوز بكثير إمكانيات معظم الأسر.
وفي ظل هذه الصورة القاتمة، لا يزال تمويل العمليات الإنسانية محدودا. فقد صرفت الدول الأعضاء حتى الآن ما يقرب من 1.06 مليار دولار من أصل 4 مليارات دولار مطلوبة بموجب النداء العاجل لعام 2025 للأرض الفلسطينية المحتلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا لثلاثة ملايين شخص في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة تفاقم الأزمة الإنسانية المصدر: