اخر الاخبار

الأمراض غير المعدية – دعوة للتحرك بسرعة لمواجهة السبب الرئيسي للوفيات في العالم

تذكير الأمين العام جاء في افتتاح الاجتماع رفيع بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية (غير المعدية) ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والرفاه الذي ينعقد ضمن فعاليات الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين.

وأفاد الأمين العام في كلمته التي قرأتها نائبته أمينة محمد بأنه “في العام الماضي وحده، أودت الأمراض غير المعدية بحياة أكثر من 43 مليون شخص من جميع الأعمار، وهي السبب الرئيسي للوفيات في العالم”.

ويعد الاجتماع – وهو الرابع من نوعه – فرصة لاعتماد إعلان سياسي جديد وطموح وقابل للتحقيق بشأن الأمراض غير المعدية – بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، والسكري، والأمراض التنفسية المزمنة – وحالات الصحة النفسية بحلول عام 2030 وما بعده.

“أهداف طموحة وقابلة للتحقيق”

وقال أمين عام الأمم المتحدة إنه تم إحراز تقدم منذ الاجتماع رفيع المستوى الأول في عام 2011، لكن تقريره الأخير أوضح أن التقدم تباطأ، “وأن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الغاية الرابعة للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه)، المتمثلة في خفض الوفيات المُبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030″.

وتحدث عن الإعلان السياسي الذي يحدد “أهدافا طموحة وقابلة للتحقيق” بحلول عام 2030 وهي:

  • انخفاض عدد مُستخدمي التبغ بمقدار 150 مليون شخص.
  • زيادة عدد الأشخاص الذين يُسيطرون على ارتفاع ضغط الدم بمقدار 150 مليون شخص.
  • زيادة عدد الأشخاص الذين يحصلون على رعاية الصحة النفسية بمقدار 150 مليون شخص.
اقراء ايضا  مشروع تطوير المساجد برعاية ولي العهد.. نقلة تاريخية تعزز الهوية العمرانية

تغيير المسار

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، قال الأمين العام على لسان نائبته إنه يجب تعزيز الرعاية الصحية الأولية كأساس للتغطية الصحية الشاملة، والعمل مع مختلف القطاعات والشركاء لمعالجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تُشكل طريقة عيش الناس، وما ينتجونه، وفي نهاية المطاف صحتهم ورفاههم.

وشدد كذلك على أنه ينبغي تعزيز الرعاية الصحية النفسية والاجتماعية في بيئات الأزمات الإنسانية، وضمان تمويل مستدام، ووضع الأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير المعدية واضطرابات الصحة النفسية في صميم هذه الجهود.

وقال غوتيريش على لسان نائبته “إذا تحركنا بسرعة ووحدة، يُمكننا تغيير المسار. دعونا نتعهد بالالتزام بالوقاية والإنصاف والعمل المعجل”.

ورحب بخطة تم إطلاقها أمس لتعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في إطار الجهود الإنسانية في مختلف أنحاء العالم. وستنفذ بشكل أولي في تشاد ولبنان، اللتين تواجهان احتياجات إنسانية كبيرة.

عبء على الفئات الأكثر ضعفا

رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك قالت إن ما يقرب من 20 مليون شخص يموتون بسبب أمراض القلب، و10 ملايين يموتون بسبب السرطان.

لكنها أضافت: “الخبر السار هو أن معظم الأمراض غير المعدية، بطبيعتها، قابلة للوقاية منها أو علاجها أو كليهما”.

وحذرت من أن التحدي يكمن في أن عبء الأمراض غير المعدية يقع على عاتق الفئات الأكثر ضعفا.

وقالت: “يقع ما يقرب من ثلاثة أرباع وفيات الأمراض غير المعدية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يصعب الحصول على خيارات الوقاية والعلاج”، مضيفة أن “الأمراض غير المعدية سبب ونتيجة للفقر في آن واحد”.

وأشارت كذلك إلى أن حالات الصحة النفسية لا تزال تواجه نقصا مزمنا في التمويل.

وقالت بيربوك إن “المشكلة ليست في المعرفة أو العلم، فنحن نملك وفرة في كليهما، بل في الوصول، حيث لا يزال مليارات الأشخاص محرومين من الأدوات التي يمكن أن تنقذ حياتهم”.

اقراء ايضا  أنشيلوتي «يعيد الأمل» إلى البرازيل

ولفتت إلى أن “لا أحد في هذا القاعة محصنا من الأمراض غير المعدية”، مشددة على أن مناقشة اليوم هي فرصة لتوحيد الجهود والتعلم، ولإظهار الدعم لملايين المصابين بالأمراض غير المعدية.

تقدم اليونيسف للنساء في سيراليون استشارات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.

تقدم اليونيسف للنساء في سيراليون استشارات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.

“من أجل من يعانون”

الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ذكَّر الحاضرين بأنهم موجودون في اجتماع اليوم “من أجل من يعانون”.

وأضاف: “كان من الممكن اليوم إنقاذ حياة امرأة تبلغ من العمر 45 عاما تُوفيت بمرض القلب، لو شُخّص ارتفاع ضغط الدم لديها وعولج بأدوية غير باهظة الثمن. وكان من الممكن اليوم إنقاذ حياة امرأة تبلغ من العمر 25 عاما فقدت حياتها بعد أن انتحرت، لو شُخّص اكتئابها وعولج”.

وأكد أن الإعلان السياسي المعروض على الدول الأعضاء “هو الأقوى حتى الآن مع أهداف طموحة وقابلة للقياس والتحقيق”.

وأشار أيضا إلى أنه عبر هذا الإعلان يتم الالتزام بتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية النفسية، مضيفا: “يجب هدم جدران الوصمة التي تُبقي الكثير من الناس محاصرين”.

ودعا إلى ترجمة الكلمات المكتوبة على الورق إلى أفعال مستدامة وتأثير ملموس.

“أزمة تنمية”

لوك بهادور ثابا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي قال إن “كل وفاة مبكرة ناجمة عن الأمراض غير المعدية تمثل ضياعا للإمكانات. وكل حالة صحية نفسية غير معالجة تمثل فرصة ضائعة للإدماج والكرامة”.

وشدد على أن الأمراض غير المعدية وحالات الصحة النفسية ليست أزمة صحية فحسب، وإنما أيضا “أزمة تنمية”.

وأوضح أن الإعلان السياسي يمثل مسارا واضحا للمضي قدما. وأضاف أنه “إذا تم وضع الإنصاف والاستثمار في صميم استجابتنا، يُمكننا تبديل الاتجاهات الحالية”.

الرياضة أكثر الحلول فعالية

وكانت رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية، كريستي كوفنتري بين المتحدثين الرئيسيين حيث حذرت من “الخمول البدني الذي يعد عامل خطر رئيسيا”.

اقراء ايضا  تورك يستنكر التصعيد في غزة ويحذر من "الدفع نحو تحول ديموغرافي"

وأفادت بأنه في مواجهة الأمراض غير المعدية، فإن “الرياضة مفيدة. والنشاط البدني أكثر الحلول فعالية وأقلها تكلفة وأكثرها تأثيرا”.

وأضافت أن الدراسات تظهر أن كل دولار يُستثمر في الرياضة والنشاط البدني يمكن أن يحقق عائدا مضاعفا في الرعاية الصحية والفوائد الاقتصادية، من خلال خفض تكاليف الرعاية الصحية، وخلق حياة أطول وأكثر صحة.

وأشارت إلى الحملة التي أطلقتها اللجنة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بعنوان “هيا نتحرك، والتي تهدف إلى حث الجميع في كل مكان على أن يكونوا أكثر نشاطا في حياتهم اليومية.


الأمراض غير المعدية – دعوة للتحرك بسرعة لمواجهة السبب الرئيسي للوفيات في العالم المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام