زراعة مليون شجرة بُن في السعودية: إنتاج 870 طن سنويًا

تحليل اقتصادي لإنتاج البُن السعودي
يُعتبر البُن السعودي أحد المنتجات الزراعية الاستراتيجية في المملكة، حيث يُمثل رمزًا للإرث الثقافي والاجتماعي، بالإضافة إلى كونه ركيزة اقتصادية هامة لتنمية المناطق الريفية. تُولي الحكومة السعودية اهتمامًا خاصًا بهذا المحصول نظرًا لدوره في توفير فرص اقتصادية مستدامة للمزارعين المحليين.
المؤشرات المالية والإنتاجية
تنتشر زراعة البُن في المملكة على مرتفعات جبال المناطق الجنوبية الغربية والجنوبية، بما في ذلك مناطق جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، ونجران. تحتضن هذه المناطق ما يزيد عن 1.3 مليون شجرة بُن مثمرة، تنتج أكثر من 870 طنًا من البُن الصافي سنويًا.
منطقة جازان تتصدر الإنتاج بعدد أشجار يتجاوز 966 ألف شجرة مثمرة، مما يساهم في إنتاج أكثر من 642 طنًا من البُن الصافي. تليها منطقة عسير التي تحتوي على أكثر من 243 ألف شجرة مُثمرة وتنتج حوالي 175 طنًا من البُن الصافي سنويًا.
أما منطقة الباحة فتحتوي على نحو 72 ألف شجرة مثمرة وتنتج حاليًا أكثر من 36 طنًا من البُن الصافي. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع دخول الأشجار المزروعة حديثاً في مدينة البن التنموية مرحلة الإثمار.
في منطقة مكة المكرمة ونجران، يبلغ عدد الأشجار المثمرة حوالي 12 ألف و9 آلاف شجرة على التوالي، بإنتاج يصل إلى أكثر من 10 و7 أطنان من البن الصافي لكل منهما.
دلالات الأرقام وتأثيرها الاقتصادي
إنتاجية عالية: تعكس الأرقام المذكورة قدرة المملكة على تحقيق إنتاجية عالية للبن رغم التحديات المناخية والجغرافية. يُظهر الإنتاج السنوي الذي يتجاوز 870 طنًا إمكانيات كبيرة لتوسيع نطاق الزراعة وزيادة العائدات الاقتصادية.
تنمية ريفية: تسهم زراعة البن بشكل كبير في تنمية المناطق الريفية عبر خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الدخل للمزارعين المحليين. إن وجود مشاريع مثل مدينة البن التنموية يشير إلى توجه استراتيجي لتعزيز هذا القطاع الحيوي.
السياق الاقتصادي العالمي والمحلي
السوق العالمية: يأتي هذا الإنتاج ضمن سياق عالمي يشهد طلباً متزايداً على القهوة ذات الجودة العالية والمذاق الفريد. يمكن أن يسهم تحسين جودة وإنتاجية البن السعودي في تعزيز مكانته في الأسواق العالمية كمنافس قوي للمنتجات الأخرى.
السياسات الحكومية: تدعم الحكومة السعودية قطاع الزراعة بشكل عام والبن بشكل خاص كجزء من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني.
التوقعات المستقبلية
زيادة الإنتاج: مع دخول الأشجار الجديدة مرحلة الإثمار وخاصة تلك الموجودة في مدينة البن التنموية بمنطقة الباحة، يُتوقع زيادة ملحوظة في الإنتاج خلال السنوات القادمة مما سيعزز القدرة التنافسية للبن السعودي محلياً وعالمياً.
استثمارات جديدة: قد تشهد الفترة المقبلة زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع زراعة البن نتيجة للسياسات المشجعة والتسهيلات المقدمة للمستثمرين الزراعيين.
الخلاصة
البُن السعودي ليس مجرد منتج زراعي بل هو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاقتصادية للمملكة. يعكس التركيز الحكومي والاستثمار المستمر الإمكانيات الكبيرة لهذا القطاع ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الوطني.
زراعة مليون شجرة بُن في السعودية: إنتاج 870 طن سنويًا المصدر: