اخر الاخبار

مستشفى الأمل في غزة – دعم وإعادة تأهيل لمن غيرت الحرب حياتهم

الدكتورة فايزة برقان أخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس، جنوب قطاع غزة قالت إن حالات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه أو ما يُعرف اختصارا بـ (جي بي أس) قد انتشر بشكل كبير في غزة بسبب الحرب وخصوصا في فئة الاطفال.

متلازمة غيلان باريه هي اضطراب نادر حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة الأعصاب، وقد يؤدي إلى شلل شبه تام. وقد ترتبط زيادة حالات الإصابة به في غزة بسوء ظروف الصرف الصحي وسوء التغذية ونقص المياه النظيفة والغذاء، مما أدى إلى خلق بيئة مواتية للأمراض المعدية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب.

تقول الدكتورة فايزة إن طبيعة الحالات التي يستقبلها قسم التأهيل الطبي الداخلي في مستشفى الأمل، تحتاج إلى تأهيل كامل مثل حالات الإصابة في العمود الفقري، الجلطات، متلازمة (جي بي أس)، التي يكون أصحابها معتمدين بشكل كامل على الآخرين.

الهدف هو علاج المريض وتأهيله كي يخرج من المستشفى وقد أصبح قادرا على الاعتماد على نفسه في القيام بأنشطته اليومية.

كل ذلك يحدث في ظل الكثير من التحديات التي يواجهها المستشفى بسبب الحرب، كما قالت الدكتورة فايزة، ومنها تعطل معظم “الأسرة الإلكترونية”، ونقص الأدوات المساعدة للمرضى.

تحدثت الدكتورة فايزة عن حالة الطفل محمد الذي استقبلته المستشفى وهو فاقد للحركة بشكل كامل، غير قادر على الجلوس أو الوقوف أو المشي.

اقراء ايضا  مع نهاية الفصل الدراسي.. إطلاق مبادرات لتعزيز احترام الكتاب المدرسي

وفيما كان محمد يقوم ببعض تمرينات العلاج الطبيعي بمساعدة المتخصصين في المستشفى، قالت الدكتورة فايزة: “الحمد لله اشتغلنا معه ونفذنا خططا علاجية متعددة، ومن فترة لأخرى كنا نغير الخطة العلاجية حسب التحسن. اليوم، يستطيع محمد – بفضل الله – المشي والقيام بالأنشطة اليومية وحده، والجلوس والحركة بالسرير بحرية كاملة وتأدية الواجبات اليومية معتمدا على نفسه بشكل كامل”.

الطفل الفلسطيني أكرم، يتلقى رعاية إعادة التأهيل وإلى جواره الدكتورة فايزة برقان أخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الأمل، خان يونس - قطاع غزة

الطفل الفلسطيني أكرم، يتلقى رعاية إعادة التأهيل وإلى جواره الدكتورة فايزة برقان أخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الأمل، خان يونس – قطاع غزة

أكرم، طفل آخر يتلقى الرعاية في المستشفى. يجلس على مقعده المتحرك ويسرع به يمينا ويسارا، مقتربا ومبتعدا عن كاميرا الزملاء في منظمة الصحة العالمية التي تتابع الوضع في المستشفى وعلى وجهه تعلو ابتسامته وضحكاته.

السيدة سلوى مهند، والدة أكرم، قالت إنه أصيب بالرصاص ذات ليلة في الساعة 11 وهو نائم. لم يكتشفوا الإصابة على الفور، بل استغرق الأمر نصف ساعة تقريبا. عندما حاولت أن تساعده على الوقوف لم يستطع.

بعد أن أدخل إلى المستشفى اكتشف الأطباء إصابته في الحبل الشوكي.

وبعد ذلك نُقل إلى مستشفى الأمل لتلقي الرعاية، وقالت الدكتورة فايزة: “عندما استقبلناه لم يكن يتحرك، كان مستلقيا على الفراش، لا يستطيع المشي أو الوقوف. أجرينا له العلاج الطبيعي والوظيفي وعلاج النطق. وعمل معه أيضا أخصائيو الصحة النفسية لتحسين نفسيته ونفسية العائلة”.

وبالفعل تحسنت حالة أكرام وأصبح يجلس ويقف بمفرده، ويمشي لكن بمساعدة المشاية عندما يكون معه الأخصائي. ومع استمرار علاجه، يبقى الأمل في تحسن حالته.

إصابات تغير الحياة

تفيد منظمة الصحة العالمية بأن نحو 42,000 شخص في قطاع غزة يعانون من إصابات غيّرت مجرى حياتهم بسبب الحرب. ربع هذه الإصابات حدثت بين الأطفال، وفقا لتقرير حديث نشرته المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

اقراء ايضا  جامعة الحدود الشمالية تفتح القبول في 15 برنامج ماجستير.. الشروط

أثناء زيارته لمستشفى الأمل في خان يونس، أشار الدكتور ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أن عدد المصابين في قطاع غزة يزيد عن 169,000 شخص وأن ربعهم بحاجة إلى المعدات والتكنولوجيا المساعدة مدى الحياة بسبب إصاباتهم، من بينهم أكثر من 10,000 طفل.

وشدد على أهمية دعمهم في أماكن مثل مستشفى الأمل، لتوفير الرعاية الصحية وخدمات إعادة التأهيل المناسبة.

وقال إن منظمة الصحة العالمية تفخر بشراكتها في هذه الجهود، وأشار إلى خطط توسع خدمات لجنة الهلال الأحمر الفلسطيني في هذا المجال بمستشفى ميداني ومستشفى إعادة تأهيل ثابت.

لكنه أكد الحاجة إلى المزيد، وقال إن منظمة الصحة العالمية ستقوم- في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار- بالتركيز على إعادة التأهيل.


مستشفى الأمل في غزة – دعم وإعادة تأهيل لمن غيرت الحرب حياتهم المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام